-
-
يَا إِلهِي، نَجِّنِي مِنْ يَدِ الشِّرِّيرِ، مِنْ كَفِّ فَاعِلِ الشَّرِّ وَالظَّالِمِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَجَائِي يَا سَيِّدِي الرَّبَّ، مُتَّكَلِي مُنْذُ صِبَايَ. (مزمور71: 4-5)
إذا وقعتَ، لأيِّ سببٍ من الأسبابِ، في أيدي الأشرار، الذين هم ظالِمون وقساة، فلديك فرصة للنَّجاة في الربِّ. لا يوجد موقفٌ لا يستطيع معالجتَه أو إيجاد حلٍّ له. الله متخصِّص في حلِّ المشاكل. إنَّه يلغي المَصائب التي تُعتبر مستحيلة. بالنِّسبة للقدير، لا توجد هناك أسبابٌ غير مُمكنة. في الواقع، عدم الإيمان هو الذي يَمنعنا من رؤيتهِ يعمل لصالِحنا.
صاحبُ هذه الصَّلاة كان منقاداً بالرُّوح القدس. لقد أدرك أنَّ الربَّ وحده قادرٌ على تحريرنا من أيدي الذين يُسمُّون أنفسَهم أتقياء، لكنَّهم لا يخدمونه حقًا. للأسفِ هناك أناسٌ يتركون أنفسَهم تحتَ سيطرة الجَشَع والشَّهوة وأعمال الجَسَد الأُخرى. هؤلاء الأفراد يسبِّبون ضررًا كبيرًا لنا، ليس فقط يجعلوننا نعاني من الشَّر الذي يرتكبونه، ولكنَّهم يعيقوا تحقيق ما أُمِرنا به أيضاً.
يمكن أن يكون عدوُّك شرِّيراً، مثل القاضي الذي لا يخاف الله ولا يهاب إنساناً (لوقا18: 1-8). ولكن كما أعطى الربُّ لتلك الأرملة الحِكمة والبساطة تماماً حتى أنصَفها القاضي تماماً، فإنَّه سيؤهلك أيضًا. الخطيئة هي التي تجعل النَّاس الظالمين والقاسين موجودين بكثرة. والذين يجدون أنفسَهم مستعبدين للخطيئة لا يفكِّرون مرَّتين قبل طاعة أوامر الشَّيطان، لأنَّهم عبيدٌ له.
إن كان قد حدثَ لك هذا، فثبِّت نفسَك في الكلمة الإلهيَّة. لا تقبل الحزنَ ولا تدع الغضبَ يدخل قلبَك (عب15:12). احرص على منعِ الكراهيَّة أو أيِّ شعورٍ شرير آخر من السَّيطرة عليك. كلُّ شرٍّ يأتي عليك هو لصرفِك بعيداً عن الخطة الإلهيَّة. أيُّ شرٍّ يُمكن أن يحدثَ لك لن يكون ضارّاً مِثل عدم فِعل إرادة الربّ.
اهزم التشاؤم، فالقديرُ معك ليمنحك النَّصرَ. إنَّه إلى جانبك بنفسِ القدر الذي تتصرَّف به وِفقاً لإعلانِ الكلمة. العليُّ لا يفشل أبداً، ولا ينسى الذين يحبُّونه. الإنسانُ الظالم والقاسي قادرٌ على أن يحفظ في قلبِه شيئًا ممَّا قلته دونَ قصدٍ، ولكنَّ الله هو القاضي العادل الذي يأخذ في الاعتبار كيف تمَّ خِداعُك إلى حدٍّ تعثَّرتَ به بالكلمات. إنَّه رحيمٌ (مز5:100).
فكلُّ مرَّةٍ تصرَّفتَ فيها وِفقًا لِما قاله لكَ، تُعتَبر فِعلاً من أعمال البِرِّ، والذي بقيَ أمام الله ذكرى لا تُنسى. لذلك، كُنْ قويَّاً وشُجاعاً. اِدخل إلى حضرة القاضي البارّ وافتح قلبك، ادعوه بكلِّ قوَّتك. استخدم اسم يسوع للتَّحدث إلى الآب وأيضًا لتوبيخ كلّ ما يسبِّب لك الألم.
إذا استفدتَ من امتيازاتك في الربِّ، فستنتصرُ دائمًا! لم يُعلِن عن نفسِه أنّه "رجاؤنا" بالصُّدفة. لذلك، اقبل كلمة الله وانظر إليه قائداً لخطواتك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز