-
-
قَالَ الرَّبُّ لِي: قُمِ انْزِلْ عَاجِلاً مِنْ هُنَا، لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ. زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَيْتُهُمْ. صَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ تِمْثَالاً مَسْبُوكًا. (تثنية12:9)
كان لموسى واحدةٌ من أكثرِ التَّجارب التي لا تُصَدَّق مع الله في جبلِ حوريب. مكثَ هناك لمدَّة 40 يوماً و40 ليلةً، دون أن يأكلَ خبزاً أو يشربَ ماءً. بالتَّأكيد، كانَ العليُّ هو الذي ساعده ليقومَ بهذا التَّكريس. اليوم، لا ينبغي لأحدٍ أن يحاولَ الاقتداءَ بزعيم العبرانيين في هذا المَجال. لاحِظ: لم يكن قرارُه أن يصومَ. لكنَّ الربَّ أمرهُ أن يَصعَدَ الجبلَ ثمَّ ساعده على هذا الأساس.
لا نعرف مِقدار الوقت الذي توجَّب عليه البقاء في ذلك المكان، لكنّ العليَّ بحضورِه الإلهيّ وجَّه خادمَ الله أن يقطعَ وقتَهُ وينزل بسرعةٍ، لأنَّ النَّاس قد فسَدوا. ولكن لماذا تصرَّفَ بنو إسرائيل بهذهِ الطريقة، طالما رأوا أداءَ اللهِ العظيم معهم؟ الحقيقة هي أنَّ الشَّيطان يُغري القدِّيسين بأكثرِ الاقتراحات بذاءةً دائماً، وللأسف فإنَّ الكثيرينَ كذلك.
لقد رأيتُ حقائق مُماثلة في خِدمتي. لقد استخدمَني الأبديُّ عِدَّة مرَّاتٍ لمُساعدة عددٍ كبيرٍ من النَّاس على ترك الخطيئة والسِّحر. لقد عانوا أشياءً مروِّعة في أيدي الشَّياطين. ورُغم ذلك، بعد أن أصبحوا طاهرين، ومستعدِّين لتحقيقِ المزيد في الله والاستمتاع بكلِّ ما هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس، تركَ الكثيرونَ أنفسَهم تحتَ أهواءِ الجسَدِ، وجذبوا آخرين معهم نحوَ الخطية بشكلٍ لا يُصَدَّق.
ألم يقرؤوا في لوقا 17 أنَّ الذين يسقطون ويسبِّبون سقوط الآخرين سيواجهون العذاب الأبديَّ الشَّديد؟ علينا واجبَ السَّهر والصَّلاة حتى لا يأتي الفسَاد إلينا ويفصِلنا عن المخلِّص. العدوُّ يجمع قوَّته ليأخذنا من أحضانِ القائد القدير. ولكن إذا كنَّا حذِرين ويقظين، فلن يتمكَّن من تحقيق إرادتهِ أبداً (1بطرس8:5).
بصفتهِ خالِقنا وفادينا، له الحقّ في إخبارِنا بالطَّريق الذي يجب أن نسلكه. إنَّه لا يفعل ذلك لحرِماننا من شيءٍ ما، بل ليحرِّرنا من الآلام، خاصَّة تلك التي ستدومُ إلى الأبد. إذا كنتَ ممَّن تقودهم الإغراءات فتُب وارجع إلى ذراعي الربِّ، لأنَّه لا يزال هناك وقتٌ (أشعياء6:55).
أولئك الذين يبقون في الخطيئة لا يفكِّرون بما سيحدث لهم عندما يعودُ المَسيح. عندما يحدث ذلك، ستجمع الملائكة البشرية جمعاء في مجموعتين (متى25: 31-46). سيُأمر الذين على يسار السَّيد أن يسيروا إلى النَّار الأبدية. سيصرخ الكثيرون هناك إلى الربِّ قائلين إنَّ هناك خطأ في المكان الذي وُضِعوا فيه. سوف يزعمون أنَّهم طرَدوا الشَّياطين، وشفوا المرضى، وتنبؤا باسم يسوع (متى22:7).
الإجابة الوحيدة التي سوف يسمعونها من الربِّ هي أنَّه لم يعرفهم قط، لأنَّهم مارسوا الإثم (الآية 23). فقبل أن يحدثَ هذا عليك التَّوبة عن كلِّ ذنوبك، واعبدِ الله بطريقة مقدَّسة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز