وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، (أفسس20:3)

الإيمانُ الذي يمنحنا إيَّاه الله بعد الاستماع إلى كلمتِه يجعلنا نفهم أنّه هو الله القدير. ولكن من خلال إعلان الكتاب المقدَّس نتلقّى الفهم الذي يجعلنا نحبّ نفوسَنا، وننزع الأفكار السَّلبية وغير اللَّائقة عنها، والرَّغبات الفاسدة، والأشياء الشِّريرة الأخرى. لذلك، كُن حازمًا في الإدراك الذي أُعطِي لك، وصلِّ إلى الربِّ كي تنال خلاصك الكامل.

الشَّخص الذي لا يدرس الكتاب المقدَّس يُعاني من خسارةٍ كبيرة جداً، لأنَّ الإيمان لا يدخل إلى قلبه، وبالتالي لا يستطيع هذا الشَّخص أن يؤمن بالله العليّ وأعماله العظيمة. على الرُّغم من أنَّ الله كُلِّي القدرة، لكن إذا وُجدت أيّ خطيئة في قلب الإنسان، فلن يكون قادرًا على تلبية طلبات الشَّخص. لأنَّ الخطية تفصلنا عن الربِّ (إش2:59).

لا يوجد أيُّ سبب يجعل أبناء الله عالقين في المعاناة، لأنّ يسوع وعد بتحرير المقيَّدين (إش1:61). لقد ضّمِن أنَّ كلَّ من نال الحرِّية هو حرٌّ بالفعل (يو36:8). إذن لماذا تعذِّب قوى الظَّلام إنسانًا ما دُمنا نستطيع العيشَ وكأنَّ العدوَّ غير موجود؟ بقليلٍ من المعرفة لِما يُمكن أن يفعله لك الأبديُّ، يمكنك العيش دون قلق.

انظر إلى امتيازك كمسيحيٍّ: الذي خلق الكون كلّه يعيش فيك. إنّه قديرٌ ليفعل أكثر بكثيرٍ ممَّا تطلب أو تفتكر (أفسس20:3). لذلك من الضّروري أن تعمل قوَّته في حياتك. لكن على العكس من ذلك، إذا كانت الخطيئة هي العاملة فيك، فلن تكون قادرًا على رؤية أعمال العليِّ. فلماذا لا تستفيد من هذه اللَّحظة الخاصَّة للتخلُّص من معاناتك؟

عدم معرفتنا بما يمكن أن يفعله الله لأبنائه يمنعنا من الاستمتاع بالأشياء الجيِّدة. هناك أناسٌ يعانون بلا داعٍ بسبب هذه الحقيقة الواحدة: عدم معرفة مكانتهم في المسيح، وعدم معرفة ما يُمكنهم فِعله، وعدم معرفة أنَّ الله قدير ليفعل المزيد من أجلهم. أولئك الذين تجاوبوا وتمسَّكوا بما لهم من بركة وقوَّة إلهيَّة سيرون بالتَّأكيد مجد الربِّ وهو سيُفاجئهم بعجائبه.

إنَّ الَّذين يسيرون على ضوء إعلان الكلمة يكتشفون أنَّه من السَّهل حقًا أن نحيا متحرِّرين من العدوِّ. هؤلاء النَّاس دائمًا إيجابيون وسعيدون وفي نفس الوقت جريئون. فبمجرَّد أن يهدِّدهم الشِّرير، يقومون بشلِّه وإلحاق الهزيمة به، مُستخدِمين أسلحة العدالة من عند الربِّ. هذه هي الطريقة التي يُريدنا الربُّ أن نحياها.

احرص على تكريس نفسك لله، لأنَّ الشَّيطان يجول كأسدٍ زائر، ملتمِساً من يبتلعه هوَ (أفسس8:5). ستبدأ حياتك بالتغيّر الآن إذا قُمتَ بأهمّ خطوة: لا تعطي ثغرة للشَّيطان (أفسس27:4). لذلك استسلم إلى العليِّ بكلِّ كيانك. ثمَّ ضع قوَّته موضع التَّنفيذ، من أجل منفعتك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز