رسالة اليوم

30/08/2021 - المحبَّة بدلاً من الحسَد

-

-

وَلأَجْلِي، لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي، لأُعْلِمَ جِهَارًا بِسِرِّ الإِنْجِيلِ، (أفسس19:6)

بعد إرشاد إخوة أفسس إلى ارتداء سلاح الله الكامل لكي يقاوموا في اليوم الشِّرير، طلب منهم الرَّسول بولس أن يصلِّوا من أجلِ جميعِ القدِّيسين. وأن يتشفَّعوا له. فالثَّابتون في الإيمان يُمكنهم أن يساعدوا الكثير من النَّاس إذا صلُّوا من أجلهم دائماً. البعضُ ضعيفٌ في الإيمان، والبعض الآخر يعاني من الأمراض، وكثيرون يتعرَّضون لعدَّة أنواع من التَّجارب.

أراد أن يفغر فاه بجرأة ليعلِن سِرَّ الإنجيل. فإذا لم تكن لدينا الكلمة الصَّحيحة، سنقول أشياء لا قيمة لها بلا شكٍّ، ولن يستفيدَ أحدٌ. الآن، لماذا نقول أشياء ليست آتية من الله مادام يجب علينا القيام بالعملِ الإلهي؟ الحقيقة أنَّ سلَّتنا فارغة في بعض الأحيان فكيف نُطعِم النَّاس؟ (يو9:6) كلُّ خدَّام الكلمة يحتاجون إلى نفسِ البركة التي أدركَ بولسُ أنَّه يحتاجها.

كم أردتُ أن يصلِّي كلُّ من نالَ البركة من خلالِ خِدمتي، أن يصلُّوا من أجلِ حياتي! في كثيرٍ من الأحيان، يضعُ الربُّ أمامي أشخاصاً يعانون من مشاكلٍ خطيرة جدًّا، ولكن إذا لم أحصل على مساعدته، فقد أتحدَّث عبثًا. إذا قمتُ بذلك، فسوف أضيِّع فرصةً لمساعدة شخصٍ محتاج. سيكون أمراً رائعاً لو أُعطِي لي كلماتٌ قويَّة دائماً. بصفتي كارزًا للإنجيل، يجبُ أن أفعلَ كما فعلَ يسوع.

عندما ينطق المسيحيُّ بكلمة الإيمان، يكونُ لها نفس تأثير الكلمات التي نطق بها يسوعُ (يو12:14). إذا ثبتنا بعزمٍ وجسارة، فلن يُغادر أحدٌ فارغًا من محضرنا. الآن، إذا أحضرَ العليُّ شخصًا إلينا، فذلك حتى نساعده على التَّحرر من قوَّة الجحيم. ولكن من الضَّروري الحفاظ على كلمة السَّيد الصَّالحة والعيش بحسبِها. كانت لديه الكلمة النافعة دائماً التي يجب أن يُعطيها لكلِّ من يُطلبهِ.

لقد فهمَ بولسُ أنَّه بحاجة إلى أن يَسلك بالإيمان، وبالتَّالي عرفَ أنَّه عندما يفتح فمَه ستُعطى الكلمة القويَّة له. ليست هناك حاجة للتَّأمل بعقلانية حول ما سنتحدَّث عنه. إذا فعلنا ذلك، سيكون العملُ الذي نقومُ بهِ بشريًا فقط. صحيحٌ أنّه يجب أن نعِدَّ أنفسَنا، لكن يجب ألَّا نفكر فيما سنقوله مع سبق الإصرار. لأنَّه متى تحدَّثنا، فإنَّ الرُّوح القدس سيمنحنا الحِكمة والكلمة الصَّحيحة.

إذا بدأتُ في إعداد إحدى عظاتي في "المُختبر الفكري"، فسأعامل عملَ الربِّ كما لو كنت باحثًا في الكتاب المُقدَّس. أولئك الذين يتقدَّمون بهذه الطريقة لا يُحقَّقون شيئًا (2كو6:3). لكنَّ الوعّاظ الذين يدرسون الكتاب المقدَّس ويخدمون بالإيمان يرون أنَّ الربَّ يستخدمهم في كلِّ لحظة. أولئك الذين يسلكون بالرُّوح سوف ينجحون.

لا يجب أن نكرزَ بحسبِ القواعد البشرية، بل نُعلِنَ سرَّ الإنجيل. يعلم الله احتياجات النَّاس الذين يبحثون عنَّا، فهو الذي يُرشدهم إلينا. من خلالِ التَّوجيه الإلهي، يجب أن نُعطي حلّاً للمشاكل التي تُوضع في طريقنا
لذلك لا بد من الاعتماد على معونة الربِّ القدير. فالربُّ مع كلِّ المُخلِصين له.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز