صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ، وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ. (مزمور18:68)

جاءَ الربُّ لينقضَ كلَّ أعمالِ الشَّيطان الذي حَكَمَ البشريَّة بيدٍ من حديدٍ بعد السُّقوط في جنَّة عدنٍ. ما كان الله يقدر أن يسكن بيننا اليومَ لو استمرَّ السَّبيُ كسيِّدُ لحياتنا. ولبقي الجنسُ البشري خاضعاً لقوى الجَحيم، وكنَّا قد اعتدنا القيام بكلِّ شيء وفقًا لإرادة العدوِّ. ولكن اليوم يستخدمُ الشِّريرُ الناسَ بسبب نقص المعرفة فقط أو بسبب طبيعته الشِّريرة.

أزالَ يسوعُ قدرة الشَّيطان، الذي كان يحكمُنا، على إبقائنا تحت سيطرتِه. من خلال خلع عرشِه. والآن كلُّ الذين قبلوا ابن الله كمخلِّصٍ لحياتِهم، يحقُّ لهم أن يتحرَّروا إلى الأبد من قوى الجحيم. أولئك الذين يختبرون الولادة الجديدة يعيشون في حرِّية كاملة. لذلك إذا ثبتنا في العهد الذي قبلناه بدم يسوع، فلن يمسَّنا إبليسُ أبدًا.

عندما قام المسيحُ من الموتِ، قُمنا معه (كولوسي 3-1)، وعلى الرُّغم من أنَّ الموت الرُّوحي يعني انفصالنا عن الله، إلَّا أنَّ القيامة كانت عربون مصالحَتنا معه. ولكن لكي يتمَّ تنفيذ هذا العملِ الهامِّ جدّاً في حياتك، من الضَّروري أن تقبل يسوع ربّاً ومخلِّصاً لك. إذا قمتَ بذلك، فسوف تُغفَر خطاياك. من ناحيةٍ أخرى، إذا عدتَ إلى الحياة الخاطئة، فسوف تنفصل عن الله مرَّة أخرى وسوف يستعبدك الشَّيطان مرة أخرى.

عندما صعدَ ابن الله إلى السَّماء، سبى سبياً، أي أبطلَ قدرة الشَّيطان على التَّصرف كسيِّدٍ لحياتنا، والتي أعطيت له عندما خدعَ آدم وحواء. فعندما نولد من جديدٍ يفقد الشَّيطان قدرته على استعبادنا. لكن إذا أخطأ الشَّخص المخلّص ولم يتُب، فسيعود إلى سلطان الشَّيطان ثانية. للأسف، هناك العديد من المؤمنين الذين يعودون إلى هذه المعاناة! والطريقة الوحيدة للتَّغلب على ذلك هي التّوبة.

تمَّت عملية إعادة الخلقِ كما أرادها القديرُ. وهناك المواهب التي نحصل عليها باتِّباع إرشاد الرُّوح القدس من خلال كلمة الله، والتي هي من بين الكثير من الأشياء الجيِّدة التي وهبَها لنا يسوعُ، حيثُ يُصبح المؤمنُ مستعدّاً للمعركة. وبهذه الطريقة يتخلَّص من الآلام والتَّجارب وكلّ أنواع المعاناة. أولئك الذين يطلبون الربَّ سُرعان ما يتميَّزون عن الآخرين. أبانا أمينٌ في الوفاء بوعودهِ.

تأمَّل في عظمة عملِ الخلاص: حتى المتمرِّدون استفادوا من الهِبات التي وهبَها المسيحُ! هذا هو الدَّليل على أنَّ خدمة الله جديرة بالاهتمام. لا ينبغي لأيِّ شخصٍ مخلَّصٍ أن يكتفي فقط بالسَّلام، لأنَّ الربَّ أعطانا حياة جديدة تمامًا - وليست مجرَّد نسخةٍ محسَّنة قليلاً. ثِق أنَّ الأشياء القديمة قد مضَت والآن كلُّ الأشياء قد أصبحت جديدة (كورنثوس الثانية17:5). إنَّ مكانة الإنسان المخلَّص رائعة جداً لدرجة أنَّه صارَ برُّ الله في المسيح (الآية 21).

ضع هدفًا في حياتك لتحصل على الهِبات التي منحَها يسوعُ. والتي أُعطِيت لنا عربون سُكنى الله فينا. لا تقبل مجرَّد تغييرٍ بسيط في حياتك، لأنه يجب أن نكون هيكلُ الله الحيّ، وهو قويُّ لفعل كلِّ ما يرضيه. يجب أن تكون الحياةُ مع يسوع وفيرةٌ للغاية.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز