-
-
أَنْتَ عَرَفْتَ عَارِي وَخِزْيِي وَخَجَلِي. قُدَّامَكَ جَمِيعُ مُضَايِقِيَّ. (مزمور19:69)
ما أجمل أن يفتحَ داودُ قلبه! ولأنَّه فعلَ ذلك، نعلم أنَّ رجال الله العُظماء يحتاجون إلى رحمة الربِّ أيضاً. لقد تذلَّل باتضاع، كونه رجلاً بحسب قلب الله (أعمال الرسل22:13). هذا يعلِّمنا ألَّا نفكر أبدًا في أنَّ الله قد تخلَّى عنَّا، وأنَّه لا يوجد حلٌّ لوضعِنا أو أَّن أبينا لا يحبّنا. ينطبق على الكثيرين منَّا الوصف الذي قدَّمه داود عن نفسِه.
إلهُنا كلِّي المَعرفة وهو العالِم بكلِّ شيء، لذلك يعرف ضعفَنا. من ناحيةٍ أخرى، إذا لم توبِّخ الشَّيطان، فسوف يستمرُّ في اضطهادِك. يُسعِده أن يراك تتألَّم، لذلك سيفعل كلَّ ما في وِسعِه كي يقيِّدك. وَجد إبراهيمُ طريقة للتّخلُّص من إذلالهِ: لقد آمنَ أنَّ الله قديرٌ لشفاء سارَّة، التي كانت عاقِراً. كان على يقينٍ تامٍّ من أنَّ الله القدير قويٌ للوفاءِ بوعدِه.
يجتاز الكثيرون حياتَهم دون معرفةِ ما يعنيه الازدهار؛ آخرون يتمُّ التَّحكم فيهم من خلال الخطيئة، وعلى الرُّغم من المحاولات الجادَّة، إلَّا أنَّهم غير قادرين على التَّخلص من هذا الشَّيء لأنَّهم يُخضِعون أنفسَهم لرغباتِ الشَّيطان. لا تدع العارَ يُسيطر عليك، ولا تقبل أيَّ اقتراحٍ من العدوِّ. قد يتلاعب أفضلُ أخصائيٍّ للنَّباتات في العالم بشجرة البرتقال، لكنَّها لن تتحوَّل إلى شجرة مانجو أبداً. كُنْ راضياً عن طبيعتِك.
العارُ الذي أوجدَه الشَّيطان في حياتك لا يصمد أمامَ صلاة الإيمان. إنَّ عدم إدراكنا لِما نحن عليه في المسيح يدفع الشَّيطان إلى التَّحرك لإخراجِنا من النَّعيم الأبدي. لقد قرَّر أبانا فعلاً لكلِّ إنسانٍ أن يكون بركة، وهو يعلم أنَّ أيًّا من أبنائهِ قادرٌ على التَّغلب على قوى الشَّر. الله يَعلم بالتَّفصيل كلّ الخطط الشِّريرة، وإذا طلبتَ مساعدته، فبالتأكيد سوف يحرِّرك.
تقول الأسفارُ المقدَّسة: "كلّ وعود الله فيها النَّعم (كورنثوس الثانية20:1)"، قالَ يسوعُ أنَّ كلَّ ما نطلبه باسمِه سيفعله (يوحنا13:14). لا تقبل اللَّوم والخِزي والعَار في حياتِك، لأنَّ الإنجيل يُكمِلُ الإنسان تمامًا. لكن من الضَّروري أن تؤمن بما تُعلنه الكلمة بشأن خلاصِك. ما يهمُّ هو قرارك أن تتصرَّف باسم يسوع.
لأنَّ الله يعرف كلَّ شيءٍ عنك وقد وَعدَك بالاستجابة لكلِّ صلواتك، إذا فتحت قلبك بالصَّلاة، سترى أنَّ الله أمينٌ في الوفاء بجميع الوعودِ التي قطعَها (عبرانيين23:10) آمَنَ إبراهيم فأعطِيَ إسحاق. إذا آمنتَ، ستنال ما ينقصك أيضاً، لأنَّ العليَّ يُكرِم إيمان الذين يؤمنون به.
كلُّ ما وَضعَه الله في كلمته يهدف إلى أن يجعل الإيمان ينهض في قلبك حتى تتلقى استجابات الله. لا توجد طريقة لن يمنحك الله شيئًا ما جعلك تدركه من خلال إرشاده. لا داعي لقطع أيِّ نذورٍ لكي تستمتع بما لك. آمِن اليوم وامتلك وعود الله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز