-
-
أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ. فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ، إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي، وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اَللهُ إِلهِي. (مزمور43: 3-4)
الوحيُ الذي تتلقَّاه من كلمةِ الله غير كافٍ. لكنّه يُرشدك ويقودك إلى الجبل المقدَّس. حيث ينبغي أن تدخلَ إلى خيمة الاجتماع. وبمجرَّد وصولِك إلى بيتِ الله، تابع السَّير حتى تصلَ إلى مذبحِه حيث فرحك الفائق. ثَّم بقدرتك على عبادة الآب، اِمدحه من كلِّ قلبك وروحك.
الخطوة الأولى للوصولِ إلى محضرِ الله هي الإيمان بإعلان الكتاب المقدَّس. سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي. (مزمور105:119). بمجرَّد أن تفهم ما هو مكتوبٌ فيها، ستتمكَّن من الاقتراب إليه. استمرّ في المُضي قدماً ولا تقبل أيَّ عاطفة كما لو كانت كلُّ ما يُمكنك الحصول عليه من الله. هدفك هو أن تأتي أمام مذبح الله لتسكب قلبك أمامه وتتعزّى.
الطريقُ المفتوحُ الآن سيرشدك ويقودك إلى الجبل المُقدَّس. هناك على الجبل، رأى بطرس ويعقوب ويوحنا مجدَ الله وسمِعوا صوتَه (مرقس 9-1-8). عندما تتسلَّق هضبة الإيمان، سترى تلك الأشياء التي فوق، وكيف أنَّ الله صالِحٌ وكامِلٌ في خليقته وأيضًا سترى مشاكلك صغيرة جدًا مقارنة بمجدِه. سوف تشعر أنك أقرب إلى الربِّ. الصُّعود هو عملٌ شاقٌّ، لكنَّه رغم ذلك يستحقُّ العَناء.
عندما تدخل خيمة الله، ستكتشف ما الذي حرَّكَ داود، وما الذي جعلَ سُليمان حكيمًا، وما الذي دفع إيليا لتحدِّي ملك إسرائيل، وتوبيخ شعبِه وتحدّي أنبياء الشَّيطان في المشاجرة التي حدثت على جبل الكرمل. من يصل إلى خيمة الربِّ لن يستمرّ كما كان سابقاً أبدًا. بل يتحوَّل إلى الأفضل، ويصبح خادماً حقيقيًّا للربِّ، لأنَّ الخيمة هي مكانٌ للتَّعلُّم.
الرِّحلة لم تنتهِ، والأفضل لم يأتِ بعد. اطلبوا مذبحَ الربِّ واسكبوا قلوبكم أمامَه. سترى نقاط ضعفك تتلاشى، وسيزداد إيمانك قوَّة وستتعلَّم أشياءً مفيدة لحياتك وحياة الآخرين. يحتاج عملُ الله إلى أن يصلَ المشاركون فيه، الذين دُعوا لتنفيذِه، إلى مذبح الله متلهِّفين لامتلاك كلّ ما هو لهم، وأشياء أخرى والمهمَّة التي ائتمنوا عليها.
على مذبح العليِّ، سيكون أفضل ما لديك هو حياتك. ستتغيَّر أهدافُك تمامًا. لن تهتمَّ بعد الآن بأشياء الجسَد، ولن تهتمَّ بمشاريعك الشَّخصية. في تلك اللَّحظة، سيتمُّ إصلاح جميع عيوبك الشَّخصية وتصويب رؤيتك. ثمَّ ستخرج كخادمٍ حقيقيٍّ.
الربُّ يحتاجك كي تأتي الى مذبحِه. بهذه الطريقة، سوف يلمِسُ الله شفتيك ويزيل خطيَّتك (إشعياء7:6). عندها ستكون قادرًا على سماعِ صَوْتَ السَّيِّدِ قَائِلاً: «مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» وستكون إجابتك حازمةً وثابتة: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي» (عدد 8). الله أمينٌ في جميعِ وعودِه.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز