-
-
أَيَّتُهَا الأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ الرَّبِّ مِنْ قُدَّامِ إِلَهِ يَعْقُوبَ، الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ (سفر المزامير 114: 7- 8).
يؤمنُ العَالمُ اليَومَ بِعدةِ دياناتٍ، وهَذا ليْسَ جيدٌ، لأن الكَثيرينَ بحاجةٍ لمعرفةِ الإله الحقيقيّ والإيمانَ بهِ، لكي يُحوّلَ الصَّخْرَ إلى يَنابيعِ مِياهٍ لأن الشُّعُوبَ اليَابِسَة غير مُدركة لهَذهِ الحقيقةِ.
إنّ ما يُريدُ الله القِيَامَ بهِ عظيمٌ ، لإنهُ يُريدُ تحويلَ الصَّوَّان إلى ينابيعِ مياهٍ. لكن إن لم نَفتحُ أعُيننَا، فَنحنُ نُمارسُ دِيناً ميتاً، مِثْل بَاقي الأديانِ الأُخرى (سفر يعقوب 1: 26، 27). لِذَلِكَ عَلينا أن نَكونَ راسِخِيَن حَقاً في الرَّبِ. وأن نكونَ شَعباً يُقدَّسُ اسمَهُ أمام كُلِّ الشُّعُوب، لِذلِكَ لا يَجِبُ أن نُوافِقَ عَلى أي وضعٍ لا يُرضِي الرَّب، ولا أن نقولَ إن الأشياءَ تَعْملَ بِهَذا الشَكل. بلْ يَنبغي أن تكونَ مطابقةً لِمَا يَقولُهُ الإنْجِيل.
تُعلنُ كلمةُ الرَّب الإله لنَا أنَ مَجْدُ هَذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ (حَجَّي 2: 9). و الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. (إشعياء 11: 9؛ حبقوق 2: 14). فَالشّعورِ بالهزيمةِ، وقبولِ الفشلِ والبحثِ عنْ أعذارٍ لكُلِ الأشياءِ الرّديئة التي تَحدُثُ لنَا، هي دَليلٌ عَلى أننَا فَقدنَا قِيمَتُنا كخُدامٍ للرَّب وأصْبحنا مُتدينين.
ومَا حَدث في المَاضي يَجبُ أن يَحدثَ اليَوم أيضاً. وترتجفُ الأرضُ أمام شَّعْب الله، لأن الرَّب لمْ يَتغير، فهَو اليَوم والأمْس وإلى الأبدِ، ومُعجزاتُهُ تَحدثُ في كُلِ زمانٍ ومكانٍ (العبرانيين 13: 8؛ يوحنا 14: 12). لا يُمكنُ أن نَسَمحَ للشّر الَّذي يَضَعهُ العدوُّ في طريقِنا أن يفَصِلُنا عَنْ البركةِ ولأن لدَينا اسْمَ يَسوعَ المَسيح الذي يَحمينا لنْ نُسلمَ أنفُسنا للعَدوّ. وكَمَا شَقَّ مُوسى مِياه البَحرِ الأحمرِ ونَهرُ الأُرْدُنّ صَار يَابِسَاً أيضاً (سفر الخروج 14: 21؛ يشوع 3: 14- 17). كذلكَ نَحْنُ يُمْكنُنا أن نَفعلَ الشيء ذاتهُ الآن في مَسِيرتِنا بالإيمان.
أنا واثقٌ أنّ الرَّبَ القديرَ يَشعرُ بالاِشْتِياقِ لِكُل الَّذين يُؤمنونَ بِهِ، وكَذلكَ لأن يَسْتخدمَهُم للعَمل مَعهُ. ولكن أينَ الَّذينَ يُشبهونَ مُوسى اليَوم؟ مَنْ سَوفَ يَتشفّع مِن أجلِ الَّذينَ ليسَ لَهُم يَنابيعُ مِياهٍ للشُرب وخُبزٍ للآكل, الرَّبُ يَشتهى شِفاءَ المرْضى، مِثلمَا فَعلَ يَسوعُ في خِدمتهِ على الأرضِ، ويَشاءُ إخراجَ الشَّياطين الَّذينَ يُدمّرونَ البِيوت، ويُصيبونَ الأشَخاصَ بالجُنون ويُقودُونهُم إلى الفَقر والخَطِيئة وكُلِّ أنواعِ الشُّرور (رسالة يوحنا الأولى 3: 8).
إنّ ذَاك الَّذي يَكونُ مُستعداً للقِيامِ بِعملِ الرَّبِ سَوفَ يَرى القُدرةَ الإلهيةَ تَعملُ وتستجيبُ صَلواتهِ. أمَّا الَّذي يَقولُ أنَّ الرَّبَ لا يَصنعُ مُعجزاتٍ الآن، لا يَعرفُ الكتابَ المُقدسَ جَيداً. لأن الكلمةَ تُخبِرُنَا، أن مَجْدُ هَذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّل. وسَوفَ نَرى مُعْجزات الرَّبِ في وقتنا الحَاضر كمَا في المَاضي.
إن آمَنْتَ يَجِبُ أن تَشهدَ عَنْ عَملِ الرَّبِ في حَياتكَ كُلّ يومٍ، لأن إيمَانكَ يَسْمحُ للرَّبِ القديرِ أن يَعملَ، وبهذا فقط سَوفَ تَرتَجِفُ الأرضُ أمَامَهُ.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز