-
-
بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، (أفسس15:4)
بما أنَّ الله محبَّة، فلدينا طريقة واحدة لأداء عمَلِه: في المحبَّة. الخطأ الأوَّل الذي يرتكبه المؤمن هو عدم امتلاك أو حِفظ الوصايا التي أعطاها العليُّ. عندها لن يعرفَ الحقَّ أبدًا ولن يختبرَ الخلاص. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الذين يتعلَّمون كيفيَّة اتِّباع الحقِّ لن يتعثَّروا أبدًا. إنَّ سببَ هزيمة الإنسان في معاركهِ ضدَّ الشَّر هو عدم إدراكه لهويَّته وماذا يُمكنه أن يفعل في المسيح.
قالَ يسوعُ أنَّه إذا أراد أحدٌ أن يأتي وراءه، فليأخذ صَليبه- مهمَّته- ويتبعه (متى24:16). لقد أعلنَ عن نفسهِ أنَّه الحقّ، ومن خلال النَّظر إلى ما كتبه بولسُ بقيادة روح الله، فإنَّنا نؤمن أنَّ اتِّباع المسيح هو إتِّباع كلمة الله، والتي وفقًا للمعلِّم، هي الحقّ (يوحنا 17، 17). لذلك، عندما نقوم بعمل الله بمحبَّة، فإنَّنا معتادون على أن نبارك الآخرين ونبارك حياتنا أيضًا.
دعونا نفهم معنى القيام بالعملِ بمحبَّة. يعلّم الكتابُ المقدَّس أنَّ محبَّة الله تعني أن تكون لك وصاياه وأن تحفظها (يوحنا21:14). وبالتَّالي، فإنَّ اتِّباع الحقَّ في المحبَّة هو السَّعي بكلِّ قوَّتنا لفعلِ كلّ ما أعلنه الله لنا من خلال الكتاب المقدَّس. في المحبَّة تعني: العملُ وفقًا لوصايا الله. بهذه الطريقة، سننمو في كلِّ شيءٍ في يسوع. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالِها إرضاء العليّ.
بدون شكٍّ، هذه هي الطريقة الوحيدة لننمو في كلِّ شيءٍ في يسوع. ومن يسعى إلى النُّمو بعيداً عن ابن الله سيكتشف قريبًا أنَّ الشَّيطان قد خدعَه طوالَ الوقت. هناك نموٌّ في ملك الملوك فقط. أولئك الذين لا يدخلون الطريق سيعانون من خسارةٍ أبديَّة (يوحنا18:3). هذه أيضًا هي الكيفيَّة التي ظهرت بها العديد من العقائد الغريبة، ممَّا تسبَّب في حدوث ضوضاء أكثرَ من انتشارٍ للنُّور. وهذه الأكاذيب تسبَّبت بالكثير من الضَّرر لحياة مليارات البشر.
الإعلان عن ضرورة النُّمو في يسوع له أهميَّة قصوى، لأنَّ محاولة أيِّ شخصٍ أن ينمو بعيداً عنه، ستكون النَّتيجة هي انتفاخُ هذا الشَّخص. وإذا استمرَّ هذا الإنسانُ في ارتكابِ هذا الخطأ، فلن تكون له شركة حقيقيَّة مع الآب، ولن يتمكَّن من استخدام قوَّته. أولئك الذين تحوَّلوا ولكنَّهم يتبعون جماعاتٍ دينيَّة تعلِّم مذاهبها الخاصَّة- وليس كلمة الله- يُصبحون أولاد جحيم وعدم إيمان بشكلٍ مُضاعَف.
احترِسوا لمستقبلكم أيُّها الإخوة. إذا نشأتم في الخِداع، فلن تستمتِعوا بحضورِ الله تماماً. وأسوأ شيءٍ أنَّك ستجد نفسَك محاطًا بأرواحٍ خادعة تهمسُ في آذان الغَير الثَّابتين في الحقِّ. سأفعلُ أيُّ شيءٍ حتى لا يكون لديَّ شيطانٌ في حياتي. وماذا عنكَ؟ اختر أن تخسرَ أيَّ شيء بدلاً من العَيش تحتَ تأثير شرِّير. وافهم أنَّ من يعيش في نعمة الله لا يُمكِن أن يتلوَّث.
لقد أعطانا الله تعليماته مسبقاً. لذلك، يجب أن نخصِّص المزيدَ من الوقت لقراءة كلمته والتَّأمل فيها وامتلاك الوحي الذي يُعطينا إيَّاه. الربُّ يعرف لماذا يجب أن ننمو فيه، وإذا لم نفعل ذلك، فلن نعرفَ الغِنى الذي لنا في المَسيح. لذلك نستنتج أنَّ الذين لا ينمون في الإيمان لن ينجحوا أبدًا (عبرانيين6:11).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز