مُهْتَمِّينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ اهْتِمَامًا وَاحِدًا، غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ. لاَ تَكُونُوا حُكَمَاءَ عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ. (رومية16:12)

عندما عادَ يسوعُ إلى السَّماء، أرسلَ لنا معزِّيَّاً آخر جاء ليبقى معنا ويفعل ذاتَ الأشياء التي فعَلَها المُعلِّم. المُعزِّي هو الرُّوح القدس الذي جاء ليمجِّدَ مُخلِّصَنا وإتمام المهمَّة التي كلَّفه الآبُ بها. الرُّوح القدس هو الذي يُرشِد كنيسة يسوع. تتمثَّل إحدى إرسالياته في تعليمِنا وإرشادِنا إلى كلِّ الحقّ (يوحنا13:16).

يعطينا الرُّوحُ القدسُ أربعةَ نصائِح في الآية أعلاه بمجرَّد اكتمال عملِ الخَلاص، حتى ننجحَ في مسيرةِ إيمانِنا. أمرٌ هامٌّ أن تفهمَ كلَّ نصيحةٍ منهم، وتتأمَّل في معناها، وتضعَها موضِعَ التَّنفيذ. إذا قمتَ بذلك، فسترى أنك لن تفتقرَ إلى شيءٍ. وهذه النَّصائح مشتركة بين كلِّ الذين نالوا الخلاصَ. يجب على كلِّ شخصٍ يريد أن يكون منتصراً في نهايةِ السِّباق ويحصل على إكليل الحياة أن يَسعى جاهداً لوضعِ هذه النَّصائح الأربعة موضِعَ التَّنفيذ، لأنَّ هذا سيُسعد الله العليِّ.

إعلاناتُ الله واضحةٌ، لأنَّ الله ليس إلهُ تشويشٍ (كورنثوس الأولى33:14أ). لا يوجد تشويش إلَّا عندما تكون العقيدة من صُنعِ البَشر، لأنَّ كلَّ شخصٍ مختلفٍ عن الآخر. ولكن لأنَّ هذا هو وحيُ الربِّ، يجب أن نؤمنَ بالإجماعِ بما أُعلِنَ لنا. لا تكُنْ صوتًا مخالفًا أبداً بين المُصلِّين، لأنَّ العليَّ يعرف كيف يُعلن إرادته للجميع. يُشيرُ وجود الفِتنة إلى أنَّ العدوَّ يعملُ في وسطِنا (فيلبي3:2).

هناك خطرٌ كبيرٌ يتربَّص بالمُخلَّصين: الطمعُ في الأمورِ العالية. يقعُ بعضُ النَّاس في الخطأ لأنَّهم يريدون الاقتداء بالذين لا يعرفون يسوع ويبرزون عن غيرهم في منطقة معيَّنة. حسنًا، لمجرَّد أنَّ شخصًا ما مرنِّمٌ ماهرٌ، فهذا لا يعني أنَّ شخصاً آخر يجب أن يكون جيّدًا مثله أو أفضلَ منه. إذا قامَ شخصٌ ما بفتحِ مطعمٍ وكان العملُ ناجِحًا، فهذا لا يعني أنَّه يجب عليك فِعلُ الشَّيء نفسه. يجب أن تطلب الإرشاد من الربِّ، وعندها ستكتشِف شيئًا جديدًا وتكون مباركًا.

الشَّيء الذي يجب أن نفعله هو التمسُّك بالتَّواضع. إذا كان العليُّ معك، فسيكون نصرُك مؤكَّدًا؛ لن يكون هناك حزنٌ. قد يضعُ اللهُ في قلبك الرِّغبة في الأشياء السَّامية، لكن في هذه الحالة استمرَّ في اتِّباع تعليماته. المشكلة عندما لا تتبع توجيهاته. أولئك الذين لا يطيعون الربَّ يواجهون الكثيرَ من المتاعبِ. فقط بركة الربِّ تجعل المرءَ غنيًّا، ولا يزيد معها تعباً (أمثال22:10).

لا تنافس إخوتك وأخواتك أبدًا حولَ من هو أكثرُ حكمة أو نوالاً للبركة. الحقيقة هي أنَّ الشَّخص الذي حصلَ على المَزيد من عطايا الله يجب أن يخدمَ الآخرين، لأنَّ كلَّ من أعطي له الكثيرَ، سيُطلبُ منه الكثيرَ أيضاً (لوقا48:12). إن كانت حكمتك من الله، فكلُّ ما كان يدور في ذهن الآب عندما أعطاكَ هذه الهِبة سيؤتي ثمارَه بالتَّأكيد. لا ترغب أبدًا في أن تكون شيئًا لم يأمر الله لك بهِ.

اتبع كلَّ ما يقوله المُعزِّي. يعلِّمنا من خلال كلمتهِ ما تقرَّر في السَّماء من أجلِنا. لذلك، وِفقًا لِما أُعلِن، ستنجح في تحقيقِ مشيئة الله. كُنْ مُخلِصاً لمهمَّتك، لأنَّك ستقدِّم حساباً عن كلِّ ما تمَّ إعطاؤه لك يوماً ما. فاحصل على المَديح والثَّناء!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز