-
-
لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَجَنَّدُ يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ. (2تيموثاوس4:2)
بما أنَّ الله محبَّة، فلدينا طريقة واحدة لأداءِ عملِه: في المحبَّة. الخَطأ الأوَّل الذي يرتكبه المؤمن هو عدم امتلاك أو حفظ الوصايا التي أعطاها العليُّ. عندها لن يعرفَ الحقَّ أبدًا ولن يختبِرَ الخلاصَ. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الذين يتعلَّمون كيفيَّة اتباع الحقّ لن يتعثَّروا أبدًا. إنَّ سببَ هزيمة الإنسان في معاركِه ضدَّ الشَّر هو عدم إدراكه لهويَّته وماذا يُمكنه أن يفعل في المَسيح.
قالَ يسوعُ أنَّه إذا أرادَ أحدٌ أن يأتي وراءَه، فليأخذ صليبَه- مهمَّته- ويتبَعه (متى24:16). لقد أعلنَ عن نفسِه أنَّه الحقّ، ومن خلالِ ضَمِّ هذا إلى ما كتبَه بولسُ بقيادة روح الله، فإنَّنا نؤمن أنَّ اتباع المَسيح هو إتِّباع كلمة الله، والتي وفقًا للمُعلِّم، هي الحقّ (يوحنا 17، 17). لذلك، عندما نقومُ بعملِ الله بمحبَّةٍ، فإنَّنا معتادون على أن نبارك الآخرين ونبارك حياتنا أيضًا.
دعونا نفهم معنى القيام بالعملِ بمحبَّةٍ. يعلّم الكتابُ المقدَّس أنَّ محبَّة الله تعني أن تكون لك وصاياه وأن تحفظَها (يوحنا21:14). وبالتَّالي، فإنَّ اتِّباع الحقّ في المَحبّة هو السَّعي بكلِّ قوَّتنا لفعلِ كلِّ ما أعلنَه الله لنا من خلال الكتابِ المُقدَّس. في المحبَّة تعني: العملُ وفقًا لوصايا الله. بهذهِ الطريقة، سننمو في كلِّ شيء في يسوع. هذه هي الطَّريقة الوحيدة التي يُمكننا من خلالِها إرضاء العليِّ.
أعظم ما في مهمَّتنا هو إرضاءُ من جنَّدنا كجنودٍ في جيشه. فهو يسمح للتَّجربة أن تأتي إلينا حتى نُظهر أنَّنا مستعدُّون للتَّخلي عن أيِّ شيءٍ من أجلِه ومن أجلِ الإنجيل. من يتغلَّب على التَّجربة ينال الثِّقة. لكنَّ الذي يسقط سيكون مِثل المِلح الذي فقدَ ملوحته. لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ (متى13:5).
الأدوار التي سنلعبها في ملكوت الله كثيرة. ولكنَّها نبيلة بنفس القَدر. لا يهمّ ما هو موقعك في المعركة- فأنتَ جزءٌ من جيش الله. يجب على الذي تمَّت دعوته أن يؤدي دوره من كلِّ نفسه وقلبه وقوَّته، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ التَّعبَ في الربِّ ليس باطلاً (كورنثوس الأولى58:15). وستحصل على مكافأتك في اليوم العظيم.
أعلى تكريم لكائنٍ بشري هو أن يتمَّ اختياره لتمثيل العليِّ في الدَّور المنسوب إليه. تخيَّل الآن هذا: الإلهُ الأبديّ كلِّي القدرة يختار شخصاً مِثلنا ليكون جزءًا من عملِه الفدائي! هذا بحدِّ ذاته كافٍ لنا لتكريسِ حياتنا لتحقيق دعوتنا المُباركة. دعوتنا هي الدَّليل على أنَّ الله يحبُّنا بلا شكٍّ.
لقد وعد الربُّ الذين يُنجزون مهمَّتهم بنجاحٍ: سوف يدخلون راحته، وسيكونون سُعداءً للغاية إلى الأبد، ومكافآتهم عظيمة (عبرانيين3:4). لكنَّ الذين يحتقرون دعوة الله أو يؤجِّلون قبولها سوف يندمون كثيراً عندما يكون الوقت قد فاتَ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز