-
-
أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي، وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي، وَلَمْ تَحْبِسْنِي فِي يَدِ الْعَدُوِّ، بَلْ أَقَمْتَ فِي الرُّحْبِ (مزمور31: 7-8)
أعلنَ ناظمُ المزمور أنَّه سيكون سعيدًا وفرِحاً برحمة الربِّ- بحسبِ ما فهمَ من خلالِ ما فَعَله الله من أجلِه. رجاؤه الصَّالح. في الواقع، حدثَ معنا كما حدث لصاحبِ المزمور أيضًا. كانت مِحنتنا هائلة، ولا توجد إمكانية لتغيير وضعِنا. ثمَّ مَدَّ العليُّ يده وحرَّرنا من السِّجن الرُّوحي.
إعلانُ داود يرمز إلى الوضعِ الذي كانت فيه البشرية قديماً. أمَّا في الوقتِ الحاضِر، فلدينا امتيازاتٌ إلهيَّة كبشرٍ أكثر من ذي قبل. لقد تحرَّرنا من الدُّونية والخضوع لنير عبودية الشَّيطان. لقد عرفَ العليُّ نفوسَنا والحزنَ الذي فينا، ولهذا السَّبب لا يمكننا السَّماح بعودة أيِّ شيءٍ من الماضي، لأنَّنا قد تحرَّرنا بالفعل.
حقيقة أنَّ الآبَ يعتبرُ المشكلة التي نجتاز فيها، تعني أنَّه سيُساعدنا في التَّغلب عليها. رأى الربُّ أنَّه لا بجب أن يعيشَ الإنسان في ظلِّ الاضطهاد الشَّيطاني، لذلك دخلَ في العملِ وأبطلَ كلَّ ما يربطنا بالعدوِّ (غلاطية1:5). من يستمِع إلى الإنجيل ويؤمن به قد تحرَّر من كلِّ قيوده. يستردُّ الشَّخص الذي تحرَّر بالإيمان روحَه بالكامل بيسوع المسيح.
إنَّ القديرَ لا يتصرَّف مثل الصَّديق السَّيئ الذي يقفُ إلى جانبِنا في الأوقات الحَسَنة فقط. بل يَسعَدُ بمعرفتِنا وبتفهُّم نفوسِنا في أصعب اللَّحظات. إذا سقطتَ فالله يعلم كلَّ ما حدثَ لك. لذلك لا تخفي عنه شيئًا، فلا يُمكن فعل ذلك (مز 139). بدلًا من التصرُّف بهذه الطريقة، ادخل إلى محضرِه المقدَّس وأخبره بما حدث لك. إذا شعرت بالسَّعادة لارتكاب الخطأ، وما زِلت تشعر بالشَّيء نفسه بعد الخلاص، فقل له الحقيقة واطلب منه أن يحرِّرك.
يُمكنك ويجب عليك الانفتاح على العليِّ، لأنَّه لن يتركك مسجوناً أبدًا في يدِ العدوِّ. الأبديُّ يتفهَّم ضعفَ نفوسنا (مز14:103) ولذلك يخلِّصنا ويعمِّدنا بالرُّوح القدس. وهكذا يغلِّفنا بالقوَّة، وسنكون قادرين على العيش بطريقةٍ مختلفة. وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ 23وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ (غلاطية5: 22-23).
لقد وضعَ العليُّ قدميك- القدرة على الصُّمود في الحياة- في مكانٍ رحبٍ. كلُّ من يعودُ إلى العليِّ سيكتشف أنَّ مكانته أمام مملكة الجحيم هي التَّمتع بمكانة الحرِّية الكاملة. عندما يحرِّرك يسوعُ، لن تكون أبدًا عبداً لعاداتك الخاطئة القديمة. لن تحدثَ العبودية مرَّة أخرى في حياتك إلَّا إذا تركتَ نفسَك تحتَ سيطرة التَّجارب.
يعرفُ الحكماءُ أنَّ المَخرج من أزمتِهم هو كلمة الله. وبالتَّالي، فهم يَنجون من الفخاخ التي تُنصَب لهم دائماً، كما يحدث للَّذين هم على اتصالٍ بالآب السَّماوي باستمرار. فرِّح قلبَ الربِّ. ولا تصدِّق أبدًا أنَّ الخطأ قد أعِدَّ من قبلِه كي تتورَّط بأمورٍ صعبةٍ. كلُّ ما تدينه الكلمة لا يُناسبك!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز