-
-
فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً. (2كورنثوس1:6)
إنَّ القِيام بعملِ الله هو شركة مع الربِّ. لأسبابٍ غير معروفة، يختارُ العليُّ من يُريد أن يتعاون معه في إنجازٍ عملِه. أولئك المدعوّون إلى هذا المَسعى لديهم المعونة الإلهيَّة في جميع الأوقات. ولكن من أجلِ القِيام بذلك، يجب أن يتبعوا التَّوجيهات التي يُعطيها من خلالِ كلمتِه. لقد دعاهم شركاءً. يُنجِز الآبُ عمله معنا.
لا توجد طريقة أخرى للتَّعاون مع الربِّ إذا لم تتبع توجيهات الإيمان. بهذه الطَّريقة لا توجد حتى معركة واحدة خاسِرة. في الواقع، عندما يكون الله أمامَنا، يتمُّ إزالة جميع الحواجز التي من المُفترض أن تعيق تقدَّمنا، وفي نفسِ الوقت، يتمُّ إرشادنا لتحقيق مشيئتهِ المقدَّسة بدقة 100٪. أولئك الشُّركاء لا يضطربون أبداً.
الشَّخص الذي لا يسلك حسَب الإيمان يكون ميّتاً (يعقوب٢٦:٢). من لا يتجاوب مع الإيمان الذي يُرشِد قلبه يرتكب واحدة من أفظع الأخطاء، لأنَّه يحتقر النِّعمة التي جعلته جنديًّا حقيقيًّا عندَ الله. أولئك الذين يُجاهدون بإيمان سيَنجحون في كلِّ شيء، بما في ذلك الطَّلبات التي يقدِّمها العليُّ. بالإيمانِ نُرضي القدير.
جاءت النِّعمة بيسوع. وهي عطيَّة الله ولطفهِ لصالح البشريَّة، إنِّها عملُ الله لشفاء النَّاس والغُفران لهم، وتحريرِهم من كلِّ شرٍّ. بالنِّعمة نخلصُ بالإيمان (أفسس8:2). بعد أن أصبَحنا أبناءَ الله (يو12:1)، فإنَّنا مدعوّون للعمل في أكثرِ المواقف تنوِّعًا لأجل الملكوت السَّماوي. وهكذا نمارس الهِبات التي يمنحها الربُّ لجميع المُتعاونين معه.
لا يوجد شخصٌ واحدٌ مخلّص لم يُدعَ للعملِ حسَب الإرادة الإلهيَّة. ولكن لكي يحدث هذا لا بدَّ من التَّسليم للربِّ، والتَّضرع إليه في الصَّلاة، لأنَّه سوف يُرشِدك إلى مكان ونوع العَمل الذي ينبغي القيامَ به. أعطى العليُّ أمرًا لآدم أن يزرعَ الأرض. ألا يَنبغي فِعل الشَّيء نفسه مع الإنجيل، أرضُ الموعد؟ بالتَّأكيد، من يحرث الأرضَ ويزرعها سيكون ناجحاً.
لا ينبغي لأحدٍ أن ينال النِّعمة عبَثاً. لا يُمكننا أن نكتِّف أذرعَنا ونقول إنَّه لا علاقة لنا بما يحدث مع المجتمع، الذي تدهوَر إلى درجة عدم العودة. يُمكن أن يضيعَ جيلٌ بأكملِه. لذلك، يجب أن نكرزَ حتى يخلص البعضُ على الأقل. لا يُمكننا أن نحتقرَ النِّعمة المُعطاة. بدلاً من ذلك، يجب أن نتعاون مع الربِّ حتى يتمَّ إنجاز عملِه.
الكسولُ روحيّاً لن يحقِّقَ شيئاً. إنَّه مثل المُزارع الذي لا يحرث الأرض ولا يزرع وبالتالي لا يَحصد. ثمَّ، عندما يرى الآخرين يجنون ثمارًا جميلة، يحاولُ أن يَجد عذرًا لإخفاءِ ذنبِه. لا تكن غبيّاً، فإنَّ أرضك خصبة! افعل ما قيل، وسوفَ يُنجز الله ما وعَد بهِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز