-
-
فَبَنَيْنَا السُّورَ وَاتَّصَلَ كُلُّ السُّورِ إِلَى نِصْفِهِ وَكَانَ لِلشَّعْبِ قَلْبٌ فِي الْعَمَلِ. (نحميا6:4)
الحياةُ (طبيعة الله) والموتُ (طبيعة الشَّيطان) أمامَنا دائمًا. الخياراتُ التي نتَّخذها تحدِّد نوع الشَّخص الذي سنكون عليه. في كثيرٍ من الأحيان، يجب أن نتمسَّك بالفُرص التي توضَع أمامَنا، وإلَّا فلن يكونَ لدينا شيءٌ في النِّهاية. عندما سمِعَ نحميا، ساقي الملك أرتَحشتا، أنَّ الذين بقوا في أورشليم بعد سبي اليهود كانوا في بؤسٍ شديد، حزِنَ وصلَّى.
عندما وصلَ نحميا إلى المدينة المقدَّسة، سُرعان ما واجَه معارضة. كرجلٍ يتَّقي الله، صلَّى، وأعطاه الربُّ أناسًا ليساعدوه في إعادة بناء سور المدينة. عندما ذهبوا إلى العملِ، حرَّك العليُّ قلوبَهم حتى يتمُّ إنجاز المهمَّة. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّه يفعل نفسَ الشَّيء في الوقت الحاضر. لا يهمَّ ما هي الرِّسالة الموكلة إلينا، لأنَّ الله يطلب طاعتِنا فقط. إذا كانت الرِّسالة آتية من الآب، فسيتمُّ تنفيذها حسَب إرادتِه.
لم تتوقف التَّهديدات. في كلِّ مرَّة، يأتي شخصٌ ما مع بعضِ الأخبار السَّيئة. يحدثُ ذات الأمر مع كلِّ الذين في الميدان يسعون لإنجاز الخطة الإلهيَّة. لا نعرف كم شخص تخلَّى عن طاعة العليِّ. ولكنَّ الكثيرين بقوا ثابتين، فوصلَ السُّور إلى نصف ارتفاعِه. يستمرُّ الشَّيطان في استخدام أناسٍ مِثل سنبلَّط وطوبيا ورجال غيورين آخرين لعرقلة تحقيق الأمر الإلهي.
عندما تمَّ بناءُ خيمة الاجتماع في البرِّية، أمرَ الربُّ موسى أن يبحث عن رجالٍ موهوبين في مختلف المِهَن من أجل بناء مسكنِه. وُجد هناك حرفيّون في صَنعة الذَّهب والفضة والأحجار الكريمة، وكان هناك نجَّارون وعمال أخشاب وبنَّائين وأشخاصٌ يعرفون كيفيَّة استخدام الجلود والقماش ومجموعة الألوان. وقد أُظهِرت صورة المسكن لموسى لكي يفعل كما رآها. وهكذا فعَل.
كان يمكن للربّ أن يقول: "ليكُن مَسكن"، وكانَ من المُمكن أن يكون أكملَ خيمةٍ قد خُلِقت. ولكنَّه، أرادَ أن يستخدمَ الإنسانَ لبناءِ بيتِه. نفس الشَّيء يحدث اليوم مع الكرازة بالإنجيل. لن يُرسِل الله حلماً اللَّيلة حتى يتوب الجميعُ. لكنَّه سوف يستخدمنا لإنجاز خطَّته. في بعض البلدان يُقتل الإخوة والأخوات بسببِ الرِّسالة المسيحية، من أجل نشرها للجميعِ.
لقد أعطانا الله الإمكانية والمواهب والهِبات والقدرة على التَّخيل وتحقيق أحلامنا. اليوم هو يومُ كرامتنا، اللَّحظة التي نبدأ فيها العَمل بأيدينا ونطيع الغرضَ الإلهيّ. إذا كنتَ قد خلصتَ بالفِعل، فأنتَ تعرف ما قد خصَّصه لك العليُّ لتحقيقِه. لذلك لا تتردَّد ولا تترك القارب عندما يأتي الاضطهاد. الربُّ هو المُسيطر ولن يسمحَ لشعرةٍ واحدةٍ أن تسقط من رأسِك.
يا له من امتيازٍ كان لهؤلاء النَّاس الذين شاركوا في إعادةِ بناء أسوارِ أورشليم الحبيبة. إنَّ امتيازنا أعظم، لأنَّنا لا نبني بيتًا ماديًا، لكنَّنا نشارك في بناء ملكوت الله. عسى أن يُسجَّل اسمك في تاريخ شعب الله لمجدِ الربِّ!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز