-
-
لأَنَّهُمْ لَمْ يَنْتَبِهُوا إِلَى أَفْعَالِ الرَّبِّ، وَلاَ إِلَى أَعْمَالِ يَدَيْهِ، يَهْدِمُهُمْ وَلاَ يَبْنِيهِمْ. (مزمور5:28)
عدم النَّظر إلى أعمالِ الربِّ خطأ فادح. فلا يُمكن تلقِّي وحيٌ واحدٌ إلَّا إذا نظَرنا إلى الأعمالِ التي أنجزَها العليُّ في الماضي وأيضاً في أيامِنا الحاليَّة. بدون هذا الإعلان، لن يكونَ لنا إيمانٌ يُحدِث نفس العجائب. حقيقة أنَّ هذا التَّوجيه الآتي من الآب السَّماوي هو دليلٌ على أنَّه يريدنا أن نشارك في بركاتِ الماضي ذاتها.
كما سبق ورأينا، من المُفيد مراقبة أعمال الله، فيُرشد الله روحك وتنمو في الإيمان. منذ العصور القديمة، نالَ الذين اتَّبعوا توصيات الكتاب المقدَّس ثقة كبيرة في الآب. وبالمِثل، فإنَّ الذين ينظرون إلى تعاليم "الكلمة" اليوم سوف يتقوَّون. لا جدوى من قضاء أيَّام وليالٍ في طلب إيمان قويٍّ من الربِّ، لأنَّ صيغة الحصول على الإيمان تتعلَّق بأعمالِه.
الأشرار لا ينظرون إلى عمل أيدي العليِّ أبداً. يسودهم روح الخطأ الذي لا يسمح لهم باتِّباع التَّوجيهات السَّماوية. والآن يراقبهم الشِّرير الذين أعمى بصائرهم لئلَّا يستنيروا فيهربوا من مصيدتِه. للأسف، سمحَ الكثيرون من الذين نالوا الخلاص للعدوِّ بأن يُعيق استنارتهم.
بعضُ النَّاس لا يفهمون حتى لماذا سمَحوا لأشياءٍ أخرى بالسَّيطرة على حياتِهم. لقد وجدوا وقتًا للقراءة والاستمتاع والقيام بأنشطةٍ لا حصرَ لها، لكنَّهم لم يتعلَّموا ما يجب أن يعلمه الأقوياءُ أبداً. لذلك، سوف تسقطُ أحلامُهم. كم هذا محزنٌ! إنَّهم يحلمون، لكنَّهم لا يستطيعون تحقيق ما يتخيَّلونه، لأنَّهم لا ينظرون إلى ما فعلهُ الربُّ وما يفعله اليوم.
كلُّ من يحتقر مشورة الله سوف يُسقط ولن يُبنى مرَّة أخرى. تُحذِّر الكلمة المؤمنين القائمين لئلَّا يَسقطوا (1كو12:10). سِرُّ الحصول على نفس إيمان يسوع والرُّسل والأشخاص الذين استخدمَهم الربُّ هو النَّظر إلى أعمال الربِّ. إذا كنتَ تتصرَّف بهذه الطَّريقة، فستُعطى نفس الإيمان.
إنَّ مواقِف الذين لا ينظرون إلى أعمال الربِّ مشتركة بين جميع الأشرار، وهو دليلٌ على أنَّ الشَّيطان يُسيطر عليهم بنفسِ الطَّريقة. الآن، من يَسمح للشَّيطان بأن يستخدِمه لن يكون صديقًا لله أبداً. لهذا السَّبب، افحص المواقف التي اتَّخذتها فيما يتعلَّق بإيمانك بيسوع. إذا احتجتَ يومًا إلى مساعدة ما، فلن تُعطى لك إذا كنت تعيش في الشَّر.
الآن: إنَّ الذين يخدِمون الآب الأبدي محفوظون في أوقاتِ الكوارث، التي تأتي وتجلب المعاناة لكثيرٍ من النَّاس دائماً. الربُّ يحذِّر الأشرار والذين يتصرَّفون مثلهم بأنَّهم سيهلكون ولن يقوموا. إذن، لماذا تمشي في الجانِب الخطأ؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز