«وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ، يَقُولُ الرَّبُّ، حَتَّى أَنَّهُمْ يُجْرُونَ رَأْيًا وَلَيْسَ مِنِّي، وَيَسْكُبُونَ سَكِيبًا وَلَيْسَ بِرُوحِي، لِيَزِيدُوا خَطِيئَةً عَلَى خَطِيئَةٍ. (إشعياء1:30)

المؤمنُ الذي يبتكِر الخططَ دونَ استشارة الربّ يُعتَبرُ متمرِّدًا. لذلك لا يجب على أيِّ شخصٍ مُخَلَّص أن يتَّخِذ أيَّ قرارٍ منفرداً، ولا يطلب مشورةَ النَّاس، مادام الربُّ هو الوحيد العارفُ بكلِّ شيءٍ الذي لا يتأخر عن الاستجابة لكلِّ من يطلبه في أيِّ احتياجٍ، اذهبْ مباشرة إلى ينبوع القوَّة والمحبَّة، واعرِض طِلبتك أمامَه. لقد وَعَد باستجابة كلِّ طلبةٍ يتمُّ تقديمها باسم يسوع.

طلبُ المشورة من أيِّ شخصٍ آخر هو تمرُّد في عينيّ الربِّ، لأنَّه الوحيدُ الذي يعرف ما هو أفضل الطرق لأولاده. لذلك، لا تُخاطر بسؤال أيِّ شخصٍ عن القرار الذي يجب عليك اتِّخاذه. إذا قمتَ بذلك، حتى لو كان هذا بنيَّة حَسَنة أو إذا كانت نصيحة من شخصٍ تحترمه كثيرًا، فلا شكَّ أنَّك سترتكب أحدَ أسوأ الأخطاء في حياتك. الارشادُ الصَّحيح يأتي من العليِّ فقط.

لا تَقم أبدًا بترقية رجلِ الله إلى موقعٍ ليس له، ولن يكون أبدًا: أولئك الذين يقولون إنَّهم تحتَ غطاء الخدمة يرتكبون خطأ جسيماً، لأنَّ قادتهم ليسوا أكثر من بشرٍ مِثل كلِّ الآخرين. من الصَّواب أن تكون مُخلِصًا للخدمة التي أوكلَها الربُّ لك. لا تدع نفسَك تنخدع بفكرة الأمان تحت "تغطية" بشرية.

الشَّخص الذي يترك حماية العليِّ ليمنح شخصًا آخر القوَّة لحمايتِه يفعل خطيئة فوق خطيئة. هذا خطأٌ فادحٌ، وهو أمرٌ سيجعلك تتعثَّر من نواحٍ كثيرة. لذلك لا تمنح أحدًا السُّلطة على حياتك، لئلَّا تُرفع عنك الحماية الحقيقيَّة الوحيدة الموجودة- الربُّ. يبذل الشَّيطان جهداً هائلاً لتترك الحماية الإلهيَّة.

لن تجدَ أيَّ فقرةٍ في الكتاب المقدَّس تعلن أنَّ محاربي داود كانوا تحتَ حمايته. كتبَ الملكُ بنفسِه أنَ الله حاميه وحامي كلّ الذين اتَّكلوا عليه. لا يوجد سببٌ يجعل الشَّخص بحاجةٍ إلى تغطية شخصٍ آخر مادامت لديه الحماية القصوى. أولئك الذين جعلوا الله ملجأ لهم لا يتعرَّضون لفعل الأرواح الشِّريرة.

يدفع الأولادُ المتمرِّدين ثمناً باهظاً لعدم خضوعِهم للكتاب المقدَّس. ولكن سوف يدفعون أكثر طوال الأبدية. لهذا السَّبب لا تطلب مشورة الإنسان. حتى لو كان حرَّاً من فعل الخطيئة، فالكتاب المقدَّس لا يُعطي أحداً لقبَ المُشير. وحده الله يستطيع أن يخبرنا بما يجب أن نفعله والطريق الذي يجب اتباعه.

الرُّوح القدس مستعدٌّ لإرشادنا في كلِّ شيء، وهو يفعل ذلك من خلال الكلمة، قائلاً كلَّ ما يسمعَه، لأنَّه لا يتكلم من نفسِه. أولئك الذين يخضعون له لن ينقادوا إلى فِعل ما تدينه الكلمة أبداً، وبالتَّالي سيرضون الله القدير.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز