-
-
يَعْمَلُ رِضَى خَائِفِيهِ، وَيَسْمَعُ تَضَرُّعَهُمْ، فَيُخَلِّصُهُمْ (مزمور19:145).
إنَّ إلهنا مثاليٌّ وكاملٌ في جميعِ أعمالِه. كما تنبأ الكتاب المقدَّس، فإنَّ من يسمع له سيأكلُ خيرَ الأرض (أش19:1). مع الربَّ لا نُدرة ولا عقاب. إذا دخلنا في الطريق، فسوف نصلُ دائمًا. يُمكننا أن نراه من خلال طريقة الحياة التي أظهرَها يسوعُ بيننا. أظهرَ الوديعُ النَّاصري إرادة الآب تماماً وهو يهتمّ بالمُحتاجين الذين يطلبونه.
عندما نعيشُ إعلانات الكلمة الإلهيَّة، فإنَّ العليَّ يقودنا حتى في رغباتنا. يقودنا إلى التَّفكير كما يفكِّر ويتصرَّف بنفس الطريقة التي كان سيتصرَّف بها إذا كان بيننا. مادام الربُّ يعمل لصالِحنا، فلن نواجه صعوباتٍ إذا واصلنا تنفيذ وصاياه. أولئك الذين لا يَضعون كلمة الله في المقام الأوَّل في حياتِهم يخطئون. تتَّخذ الكلمة مكانة يسوع أثناء غيابه عن الأرض.
من يحترم الآبَ السَّماوي ويطيع توجيهاته سيرى أنَّ رغباته سوف تتحقق. لا شكَّ أنَّ الذي في شركة مع الله سوف يُدرك أنَّ رغباته مستوحاة منه، وإذا كان هناك شرٌّ، في نفس اللَّحظة، سيفهم العبدُ الأمين أنَّها ليست من عند الربِّ. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ المسيحيَّ الذي ينحني أمام التَّجارب يُثبِت أنَّه ليس في شركةٍ مع العليِّ.
تبقى الوعودُ للذين يسمحون للخالق أن يقودهم. سيحبُّ الآبُ هؤلاء النَّاس، لأنَّهم يحفظون وصاياه (يو21:14)، ولن تكون لديهم حدودٌ في معاملات الربِّ نحوهم. ولكن لماذا لا يَفي الإنسانُ بكلِّ ما أمِر به؟ المسألة أنَّ الشَّيطان لا يُريد لأحدٍ أن يحقِّق البركة التي أرادها الله له، لذلك يخشى أن يشكِّل النَّاسُ خطرًا عليه. في الحقيقة، إنِّ الله يستمع إلى المخلّصين في كلِّ صَرخاتهم.
لا يوجد شيءٌ أفضل من الثِّقة بأنَّنا كلَّما احتجنا إليه وتضرَّعنا له، سيُستجاب لنا بسرعة (مز 31، 22). وهذا يجعلنا نسير بلا خوفٍ ويعطينا القوَّة لنسير بحزمٍ من أجل تحقيق ما هو محدَّد لنا. إذا اتَّبعت توجيهات الكلمة، فسوف تطور خلال وقت قصير علاقة مع العليِّ، ولن تُزعجك حتى تجربة صعبة.
إنَّ الوعد بالخلاص يشمل شفاء الأمراض وغفران الذُّنوب وحلُّ مشاكلك. بما أنَّه وعَد بأن يُخلِّصنا، فلا داعي للخوف من أيِّ شيءٍ أبدًا (إش 41: 10). حتى لو كنَّا في موقفٍ غير مواتٍ، حيث يبدو أنَّه لا يوجد شفاء أو حلٌّ، يمكننا أن نطلب المساعدة الإلهيَّة، لأنَّ بركاته ليس لها حدودٌ. ما عليك سوى أن تؤمن حتى تتحقق وعود الله. لا داعي للذُّعر، فلا تقبل أيَّ كذبٍ من الشَّيطان.
لقد تمَّ بالفعل تحريرُ المخلّصين من مملكة الظُّلمة، عالم الفوضى والألم. نحن الآن أعضاء - أجزاء من جسدِ المسيح. وبالتَّالي، ليس هناك ما يدعو للخوف. إذا سمعتَ من الربِّ أيَّ أمرٍ، تحرَّك بسرعة لتنفيذِه. إذا هاجمك الشَّر، فلا تدعه يبقى في كيانك. لأنّ طِلبتك باسم يسوع، لن تفشل أبدًا. بالنِّهاية، عندما تستخدم الاسم الذي هو فوق كلَّ الأسماء (فيليبي2؛ 9)، يكون الله مستعدٌّ للعمل دائماً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز