-
-
طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ، (مزمور5:146)
الرِّسالة المُتضمَّنة العظيمة في هذه الآية هي أنَّ الربَّ يرغب في أن يبارك أولاده في كلِّ شيء. كان هذا أحد أهداف الله عندما أمر داود بكتابة هذه الآية في الكتاب المقدَّس. أولئك الذين يؤمنون بما يقوله ويطلبون مساعدته سيحصلون على المساعدة الإلهيَّة وسيتركون درسًا جميلاً للأجيال القادمة. مسؤولية أن يكونوا سعداءً هي مسؤوليتنا بشكلٍ فريد.
أولئك الذين يثقون في الله العليِّ يُلقون الضَّوء على أنفسِهم بين الآخرين. هذا ما حدث ليعقوب. لم يكن إلهُه غائباً. على العكسِ من ذلك، لقد فعلَ أشياءً حتى يتصرَّف القديرُ لصالحِه. هكذا يُريدُ العليُّ أن يرانا: نسلك بالإيمان. وبالتَّالي، فإنَّ مسؤولية النَّجاح أو البقاء في الفشلِ تقع على عاتِقنا. أثبتَ يعقوبُ أنَّ ظروف الإنسان ليست على قدرٍ من الأهميَّة، لأنَّ الذي يمتلك نوراً إلهيَّاً سينتصر دائمًا.
لماذا- الربُّ إله يعقوب؟ وقد دُعي بهذه الطريقة لعدَّة أسباب يُمكن إيجادها في حياة هذا الرَّجل، أبو بني إسرائيل. عندما أعلنَ العليُّ نفسَه ليعقوب، قرَّر أن يكون له عهداً معه. أظهَرَ التزامه بإعطاءِ العُشور عالِماً بطرقِ التَّفاوض (تك 28، 21، 22). علاوةً على ذلك، بعد أن صلَّى تغيَّر قلبُ أخيه عيسو، الذي قدِمَ ضدَّه مع 400 رجل. وهكذا انتصرَ يعقوبُ بالله (تك32: 1-9، 4:33).
ما حدثَ ليعقوب يُظهر أنَّ العليَّ يُمكن أن يكون مُعينك أيضًا. ولكن إجابتك لتوجُّهات القائد القدير هي ما ستجعلك منتصرًا أم لا. من الجيِّد ألَّا تحزن أو تكتئب، ولا تتنازل عن حقِّك. في مناسبةٍ أخرى، عرفَ يعقوب كيف يكون حازمًا مع لابان، موضِّحًا أنَّ العليَّ ساعده عشرَ مرَّات عندما غيَّر والدُ زوجته أجرته. وهكذا أغلقَ فم ذلك الرَّجل الذي أرادَ استغلاله.
لا تضع آمالك في الإنسان أبداً أو في المؤسسات المدنيَّة أو العَسكرية أو الدِّينية. فقط العليّ هو الذي يستحقّ أن يَحظى باهتمامك ومدحِك. من يوجِّه طِلبة صلاته إلى قدِّيس أو مريم العذراء أو أيِّ ملاك، فهو يَعصي التَّوجيه الذي قدَّمه يسوع بأنَّه يجب علينا أن نصرخَ للآب فقط. من يُصلِّي لأيِّ كائنٍ آخر غير الله هو في الواقع يقدِّم طلبته للشَّيطان. يا ربُّ ارحم!
متى صلَّيتَ، صلِّي إلى الآب باسم يسوع، واستخدِم ما تعلَّمته في الكتاب المقدَّس. لا تنسَ أن تجعل الربَّ إلهُك، القادر على كلِّ شيء، الذي يُصغي إلى كلِّ الذين يخاطبونه في صلواتهم. وهكذا، ستعرف أنَّه مُوفٍ بالوعود وأنَّه لا يُميِّز بين النَّاس (رومية11:2) سيكونُ العليُّ بالحجم الذي تؤمن بهِ.
أن تكون ناجحًا يعتمد على كيفية إيمانك بالربِّ. إيمانك مثل سيِّد يقودك بالطريقة التي تصلِّي بها وفي الوقت المُناسب. عندما تضعُ رجاءَك في الكتاب المقدَّس، تصبح الشَّخص الذي حدَّده العليٌّ لك. الأشياءُ التي تفهمَها من خلالِ الكتاب المُقدَّس ستكون الصُّورة التي رسَمَها الله عن حياتك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز