أَفَقَدْ صِرْتُ إِذًا عَدُوًّا لَكُمْ لأَنِّي أَصْدُقُ لَكُمْ؟ (غلاطية16:4)

الشَّخص الذي يُنكر الحقّ يتَّخذ قرارًا مروِّعًا. كلُّ من لديه الشَّجاعة لاختلاقِ شيءٍ ضِدَّ شخصٍ ما، أو سرقةِ جارِه، أو إهانةِ شريك حياتِه، يجب أن يكون لديه الشَّجاعة للتَّخلُّص من الشَّيطان الذي أغراه واستعبدَه. لا يوجد شيءٌ أخطرَ من الوقوع في براثنِ العدوِّ وأن تكون هدفاً لأعمالهِ الهدَّامة.

الكذَّاب يُصبِح ابناً للشَّيطان. ستكونُ "خسارته"، قولُ الحقيقة، مكسبًا عظيمًا لحياتِه أو حياتِها. إنَّ المعاناة جرَّاء خسارةٍ ماديَّة لاتِّخاذ القرار الصَّائب أمرٌ مربحٌ أكثرَ من خسارة النَّفس روحيَّاً (متى39:10). لا تؤجِّل قرارك، وإلَّا فقد يكون الأوانُ قد فات. لماذا تحتقر إرشادَ يسوع ولا تُصلِح طريقك مع جارِك مادام معك في الطريق؟

عندما يَطلبُ منك ابنٌ لله تفسيراتٍ عن شيءٍ ما، حتى إذا حكمتَ أنَّه لا يُمكنك إخباره أبدًا عن فشلِك، فلا تُنكِر قولَ الحقيقة. اعتبر الطلبَ فرصةً يَمنحك إيَّاها الله الأبديُّ. صلاتك لا يُمكن أن تبقى معطَّلة، ولا يُمكنك أن تبقى في يدِ المُهلِك. سيُساعد الآبُ بالتَّأكيد من يتألَّم من أجلِ كلمتِه وملكوتِه.

بمجرَّد أن تقولَ الحقَّ فإنَّك تُظهر البرَّ. لذلك لا تخدع أحداً أبداً. إذا طلبوا منك شرحًا عن شيءٍ فعلته، فلا تكرِّر الخطأ. لا تدع الشَّيطان يخدعك مرَّة أخرى باختلاقِ قصَّة. إذا قلتَ الحقيقة، فقد يفهم الشَّخصُ الذي يسألك أنك استُخدِمتَ من قِبل المُجرِّب وبالتالي سيقبل تبريرك. ولكن إن كذبتَ، فلن يمحو الربُّ الشَّكَّ الذي في قلبِه، وسيعلم أنك كاذبٌ.

أصبح بولسُ صديقًا لهؤلاء النَّاس بقوله الحقيقة. لن تكونَ أبدًا صديقًا للشَّخص الذي تخدَعه. أسوأُ خداعٍ ليس أنَّك ارتكبتَ خطأ ضِدَّ شخصٍ ما، بل الكذبة التي تقولها وتستمرَّ في تكرارها. سوف يستمرُّ الشَّخص الذي يستعلم منك في شكٍّ إلى الأبد، وهذا سيضرُّ بك في الأبديَّة ما لم تكن نزيهاً. لذلك، لا تسمح للشَّيطان أن يتحكَّم في حياتك أبداً. يجب أن يبقى تحتَ قدميكَ.

افحص نفسَك ولاحِظ ما إذا كنتَ قد أسأتَ إلى شخصٍ ما. إذا كان هذا صحيحًا، فاطلب من الله القدير المُساعدة اللَّازمة لقولِ الحقيقة. حتى لو عانيتَ من بعض الخَسارة بسبب اختيارِك، فستكون هذه الخسارة أقل بكثيرٍ من تلك التي ستحصل عليها في حالِ قولك الكذب. لا تنخدع بسيِّد الشَّر. إذا فتح البابَ- وأنكرتَ الحقَّ مثله- فسوف يقودك إلى الموت (رومية23:6).

أولئك الذين يتكلَّمون بالحقِّ هم من النُّور ويلبسون الربَّ. لهذا السَّبب لا يُمكِن أن يضرِبَهم العدوُّ. إنَّهم يعيشون في ظلِّ الوجود الإلهي، ويقدِّرون الحبَّ السَّماوي وكلمته تثبت فيهم دائمًا. لذلك تمسَّك بإيمانك ولا تسمح لخالق الشَّر أن يأخذك بين يديهِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز