يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ. (غلاطية19:4)

علامةُ العَطاءِ هي سِمة شخصٍ يحبُّ بصدقٍ. من الصَّعب أن نفهم بعضَ الإخوة في الإيمان الذين لا يُظهرون اللُّطف تجاه الجَميعِ وخاصَّة لأولئك الذين ينتمون إلى عائلةِ المؤمنين (غلاطية10:6). يحتاجُ العالمُ أن يرى فينا نفسَ الموقف الذي رأوه في ابنِ الله. وهكذا سيَعرفُ الأشرارُ أنَّنا سالكين مع النَّاصري أيضاً. من لم يكن مع المُخلِّص لا يستطيع أن يتحدَّث عن محبَّته لأنَّه لا يعرفه (يوحنا الأولى8:4).

شعرَ بولسُ بآلام المخاض عندما قادَ أهلَ غلاطية إلى المسيح. يجب أن يتحلَّى بهذا الحنان كلُّ المبشِّرين تجاه الضَّالين. كم مليون إنسان يعيش مسجوناً بسبب فِعل الخطية؟ هؤلاء النَّاس هامّين لملكوت الله جدّاً. فحالما يتمُّ خلاصُهم وتطهيرهم من خطاياهم سيكونون أمثلة للذين لم يتمَّ الوصول إليهم بعد. لذلك يجب أن يُؤخذ الإنجيلُ إلى جميع النَّاسِ.

بينما لم يُكمل أولادُنا الرُّوحيين أنفسَهم في عمليَّة الخلاص، سنحتاج إلى هذا الشُّعور اللَّازم بآلام المَخاض، وباجتهادٍ عدَّة مرَّات، حتى لا يكونَ عملنا عبثًا. لقد أعطانا اللهُ مهمَّة صُنع التَّلاميذ، رجالاً ونساءً قد تشكَّل المسيحُ فيهم، ولا يخجلون في الربِّ من أيِّ شيء- منتصرين حقيقيين في الخِدمة باحثين عن الضَّالين لينالوا الخلاص (لوقا10:19).

يجب أن يتصوَّر المسيحُ فينا. وإلَّا سنضيّع الوقت في فِعل ما اعتقدنا أنَّه مشيئة إلهيَّة. إذا فشلَ الأخُ في بلوغ قامة ملءِ المسيح (أفسس13:4)، فلن يتلقى الإعلانَ الكامل من المُخلِّص. لذلك، قد يستخدمه الشَّيطان ويسبِّب الحَرج لعملِ الله. مِثل هذا الشَّخص هو خطرٌ مُحتملٌ ضدَّ إيماننا (متى17:18). وبالتَّالي، من الضَّروري أن نجاهِدَ ليكون الذين نالوا الولادة الجديدة كاملين في الإيمان.

إذا لم تكن لدينا نفسُ المشاعر التي سكنت في الربِّ يسوع، فسوف نفقد هدفَ إرساليّتنا. نحن لا نجمع الأعضاءَ لإظهارِ أنَّ كنيستنا هي الأكبر في المدينة، أو أنَّ طائفتنا هي الأكثر شهرة أو أنَّ معابدنا هي الأجمل. نحن بحاجةٍ إلى تسليم أنفسِنا إلى الله القدير وأن نأخذَ إعلان الكلمة إلى جميع الذين ضلُّوا. وإلَّا فلن يتمَّ عملُ الربِّ.

يجب أن نكونَ غيورين لتلبيةِ دعوة الإنجيل لنا. لا يُمكن أن نكون خدَّام الله ونتصرَّف كعبيدٍ للعدوِّ. إنَّ الذين يعاملون شعبَ الله بوحشيَّةٍ لا يستخدمهم الرُّوح القدس. فقط أولئك الذين سَمحوا لأنفسِهم أن يقودهم الحبُّ الإلهيُّ يمكنهم أن يبنوا شعباً للربِّ. لا يُشبه الإنجيلُ بأيِّ شكلٍ من الأشكال أندية كرة القدم، التي تُحدِث ضجَّة هائلة لدى مشجِّعيها.

نحن نبني حياةً. علينا أن نبذل قصارى جهدنا حتى يتعلَّم هؤلاء النَّاس خدمة القدير. إذا لم نكن غيورين، فلن نخدم يسوع كما ينبغي. اسمح للرُّوح القدس أن يستخدمك وفقًا للنَّموذج الذي أظهره المسيحُ في خدمتِه هنا على الأرض. عِشْ واعمل ليتمجَّد اللهُ فيك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز