-
-
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ أَيْ هَدِيَّةٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي فَلاَ تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئاً لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُون. (مرقس 7: 11- 13).
إنّ تَعليمَ يَسوعَ هَذا يُعالجُ الإنحرافَ عَن الحقّ الَّذي يَتعرّضُ لهُ الكثيرين. وكُلّ مَن يَسْلُك به (الإنحراف) يُصبحُ مُتعصّباً. والمُتعصّبُ في تَخَيُّلهِ، قَادرٌ عَلى أن يَتخلّىَ عَنْ الأب والاُم، الزَوج أوالزَوجَة والأبَناء، وكُلّ مَلذّاتِ الحَياة، لأنّهُ يَظُنُّ أنَّ هَذا مَا يَحْسنُ في عَيني الرَّب. وبِهذهِ الطَريقةِ تَمكَّن العَديدُ مِن هَؤلاء المُتِّعصِبين مِن اِجتذاب تَلامِيذ لَهُم وإقامةِ تَقْلِيد يُبطِلُ كَلمةَ الرَّب. وفي الواقعِ المُتَعَصِّب لا يَعرف الرَّب.
الإيمَانُ بَاللهِ يُمكنُ أن يَكونَ من تَجربة دِينية. ولكنَّ الجَسَدَ يُثمرُ مُتطرفين لا فَائدةَ مِنهُم لدى الرَّب (متى 23: 15). لأنّهُ عِندمَا يَكونُ الإيمَان عَقلياً، يَخلقُ تَائباً فَاتِراً أو مُتعَصِّباً، وفَي كِلتا الحَالتين، يُمثّلُ خَطراً عَلى المُجْتمع. لأنَّه قد يَقتُلَ أحَداً، لاعتِقَادهِ بأنهُ يُؤدي خِدمةً لله. أمَا الُّذين يَقتنونَ الإيمَان الحَقيقي، الَّذي حَصلوا عَليهِ مِن الكلمةِ، لا يَفعلونَ الشَّرّ لأحَدٍ، ولا يَنتقموا لأَنْفُسهمْ ويُحبونَ حَتى أعْدائهُم (رومية 12: 19- 21).
أمَا المُتَعَصبَ بِجَهلهِ وجُنونهِ، يُنكِرُ عَلى نَفسهِ كُلّ مَلذاتِ الحَياة. ويَتخلّى عَن الأبِ والأمِ، ويَنتقمُ مِن أعْدائهِ، وهُو قَليلُ الصَّبرِ مُتكبرٌ، ويَشعرُ أنّهُ عَلى حقِّ دَائماً وأفضلُ مِن كُلِّ البَشر. وقَدْ يَصلُ بهِ الحَال لاِستخدامِ العُنف مَع الأشَخَاص المُختلفينَ عَنهُ، لإجَبَارِهم على مُمَارسةِ الدِّيانةِ التي اِخِتَرعَها ويُحَاربُ كلَّ مَن لا يُؤمنُ بِمَا يُؤمن بهِ.
يَستطيعُ المُتعصِّبُ ضَمَّ أشخاصٍ إلى جَمَاعتهِ والشْيء الَّذي لا يُصَدَّق، أن هُناكَ مَن يَعتقدُ أنَهُ مُرسلٌ مِنَ السَّمَاءِ، ويَخضعُونَ لهُ ولأوامرهِ ومُعَاملتهِ السَّيئةِ. وهُناكَ بَعْضُ النَّاسِ يَخضعونَ لِنَزواتِ القادةِ الجِنْسيةِ، لأنَهُم يَعتقدونَ أنَّ هَذا سَوْفَ يُسَاعِدهُم في الحُصُولِ عَلى البَركةِ. ويُعْتَبرُ كُلُّ تًقْليدٍ اِخْترعهُ الإنسَان هو ضِدَّ كَلمةِ الرَّب. وأفكارُ المُتَعصِّبين تُبطِلُ كَلمةَ الإنجيلِ (تيموثاوس الأولى 1: 3- 7).
في الواقع، إنَّ كُلّ المُتعصِّبين لا يَعرفونَ الله. وأعَمَالُهُم لا تُرضِيهِ. مَهَمَا كَانت نَوايَاهُم حَسَنة، فالله لاَ يقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ (يوحنا 5: 34).
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز