إِذْ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُتَمَثَّلَ بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَسْلُكْ بِلاَ تَرْتِيبٍ بَيْنَكُمْ، (تسالونيكي الثانية7:3)

كلُّ شخصٍ ربحناه للربِّ سوف يقلِّد سلوكَنا، رجالاً ونساءً. بالنِّهاية، هم أطفالٌ يراقبون تصرُّفاتنا، ومن الطبيعي جدًّا أن يَحذوا حذوَنا. لذلك، انتبِه جيِّدًا إلى نوع الدَّرس الذي تنقله إلى خرافِك. لا تتورَّط بأشغالِ هذه الحياة أبداً، ولا تقبل أن تكون شريكاً لأعضاء منهم أو تكونَ لديك صداقةٌ أوثق وأعمق بِهم.

يجب على كلِّ إنسانٍ لديه نوعٌ من الضَّعف أن يُصلِّي كي ينجوَ من التَّجربة، لأنَّه إذا أدركَ أحدٌ أنَّ لديك مِثل هذا الضَّعف وإذا كان هذا الشَّخص لا يفهم أنَّ ذاك خطيئة، فقد يرغب هذا الشَّخص بفعلِ ذات الإغراء الذي يُعيقُ حياتك. الأطفالُ الرُّوحيُّون مِثل الأطفال الطبيعيين: يتعلَّمون من خلالِ أفعالنا أكثرَ ممَّا يتعلَّمون من خلالِ أقوالِنا. إنَّه لأمرٌ خطيرٌ أن يتعلَّموا ما هو غير مفيدٍ لهم. تتناسب هذه الحالة مع تحذير يسوع: وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ! (متى 18: 7).

قالَ بولسُ إنَّه لم يتصرَّف أبدًا بغيرِ ترتيبٍ بين أهل تسالونيكي. يجب أن يكون هذا هو سلوكُ كلِّ الذين يعترفون بأنَّ يسوعَ هو مخلِّصهم، وكذلك الذين يبشِّرون بالكلمة المُقدَّسة. علينا أن نسترشِد بالله العظيم الذي هو مثالنا الحقيقيّ بكلِّ معنى الكلمة. هل يُمكنك أن تتخيَّل الربَّ يسوع جالسًا جنبًا إلى جنبٍ مع المُستهزئين، يستمع أو يقولُ نكاتًا قذرة أو أي خدعة أخرى؟ حاشا.

لا تبتعد عن الوصيَّة الإلهيَّة. لم يتصرَّف بولسُ بعدم ترتيبٍ. ولم يتعدَّى شيئاً من وصايا الله. المسيحيُّ الذي يشارك مع الآخرين في الاحتجاجاتِ أو الإضرابِ أو يقودُ أعمالَ شغَبٍ لم يتعلَّم بعد أنَّ كلمة الله هي الطريقة الوحيدة لتغيير المواقف. بمجرَّد إطاعة الوصايا الإلهيَّة، تكتشِف أنَّ هذا هو السِّر الذي يجب أن نحبَّه- ويباركه الآبُ.

لا تُخفي قداستك. في جميع الأوقات، تأكَّد من أنَّ النَّاس يرونَ هذا، ويلاحظون ذلك، فيتوصَّلون إلى استنتاجٍ مفاده أنَّك مختلفٌ عن الآخرين، وأنَّ خوفَ الربِّ في داخلِك، وبالتَّالي سوف يتصرَّفون مثلك. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الأشخاص الذين يحبُّون الآثام سوف يتجنَّبون الاقترابَ منك، لأنَّهم يعتبرونك من الطِّراز القديم، دون أيِّ تحديثٍ. ما يهمُّ هو أن تعيش حياتك دون التَّورط في ممارساتٍ خاطئة وغريبة.

لا تكُن جشِعًا أبدًا، ولا تقبل الدَّعوات إلى العشاء والرَّحلات مع بعض أعضاءِ الكنيسة، لأنَّ الصَّداقة بينكم قد تكون عثرةً لشخصٍ ما. لا يستطيع الأطفالُ أن يرَوا "عُري" الوالدين (لاويين 18: 7). هذا لا يعني أنَّه من حينٍ لآخر لا يُمكنك أن تسعَد بترحيبِ عائلةٍ من أفراد الكنيسة بك في منزلِهم، إذا كانوا يريدون تقديم وجبة لك. لكن كُنْ حذرًا لئلَّا يتكرَّر هذا الأمرِ.

تذكَّر أنك خادمُ المسيح دائماً. اقضِ وقتك الاجتماعي في طلب حضور الربِّ. يجب أن يقدِّم رجلُ الله نفسه دائمًا على أنَّه عاملٌ لا يَخزى (تيموثاوس الثانية15:2). ليتَ الربُّ يسعَد برؤيتك متِّصلاً بالنَّاس دون المساومة على الشَّر.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز