-
-
مَنْ دَفَعَ يَعْقُوبَ إِلَى السَّلَبِ وَإِسْرَائِيلَ إِلَى النَّاهِبِينَ؟ أَلَيْسَ الرَّبُّ الَّذِي أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ وَلَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِهِ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِشَرِيعَتِهِ (إشعياء24:42).
عندما يُغلِق شعبُ الله آذانَهم ولا يسمعونَ الحقَّ، يتأثَّرون بالتَّجارب وينغلبون فيها كنتيجةٍ لذلك، لا يوجد شيءٌ آخرٌ يُمكنُ للربِّ أن يفعله سوى أن يُسلِم هؤلاء النَّاس إلى اللُّصوص. ففي اللَّحظة التي تقرِّر فيها القيام بأيِّ عملٍ شرِّيرٍ بُغية الاستسلام لتجربةٍ تبدو مُمتعة لك، فإنَّك تبتعد عن الربِّ وتدخل في عالم الخِداع. وهكذا يُمكن أن يحدثَ لكَ أيُّ شيءٍ سيّءٍ. إذا كان هذا هو حالك، فاطلب المَغفرة ولا تفعل ذلك مرَّة أخرى.
إنَّ اللِّص الذي يقودُ إمبراطورية الشَّر في كوكبِنا هو إبليس. وهو رئيسُ الشَّياطين، والكلُّ يَعمل بأوامِره. إنَّ مملكة الشَّر متَّحدة بهدفِ القتلِ والسَّرقة والتَّدمير (يوحنا 10.10). يزأرُ مثل أسدٍ، لا يتوقَّف عن السَّير حولنا (بطرس الأولى8:5). فهو مهتمٌّ كي تتدنَّس ولا تحترم التَّعاليم الإلهيَّة؛ كي تكون في براثنِه الشِّريرة. لذلك انظر كيف تخدم الربَّ الإله.
يعقوبُ، شعب الله، الذي يشترك في العهد الذي لن ينكسِر أبدًا، لا يفهم أنَّ ممارساته الخاطئة تؤدي إلى فتح باب المعاناة. الآن، الربُّ إلهٌ أمينٌ ولا يُمكنه أن ينكرَ نفسَه (تيموثاوس الثانية13:2). لكن إذا أصرَّيت على الخطأ، فسيأتي اليوم الذي يُسلِمك فيه إلى اللُّصوص. لذلك لا تقاوم الرُّوح القدس الذي ينطق بالكلمة ويبكِّت على خطيئة وعلى برٍّ وعلى دينونةٍ (يوحنا8:16).
يَعصَى الإنسانُ اللهَ عندما يعلِّم الوصايا ولا يتبَعها. وهكذا، يَستثني الإنسانُ نفسَه من الحِماية المقدَّسة. لا فائدة من الدُّعاء لتكون استثناءً، من أجلِ إشباع شهوتك الدَّنيئة. حتى لو لم يدير الربُّ ظهرَه لك عندما ترتكب الخطيَّة، فإنَّ العدوَّ سوف يطالب "بحقِّه" من أجلِ اضطهادِك. أكثر المواقف جنونًا هو التَّصرُّف عكسَ ما هو مكتوبٌ في الكلمة."
إنَّ رفضَ السَّير في طُرِق الله يجعل الإنسانَ أعمى، لأنَّ النُّور فيها فقط. عند السَّير في دروبِ الشَّر، لا يُمكنك فهم كلمة الربِّ فيما بعد، وبسبب ذلك لا تحصَل على النِّعمة الإلهيَّة التي ستمنحك الفهمَ والقوَّة لئلَّا تخضع لحيَلِ العدوِّ. بمجرَّد أن تبتعد عن الله، سيَظهر الشَّيطانُ إلى جانبك. هذا الكائن لن يكونَ نافعاً لك، بل سيُحاول تدميرك إلى الأبد.
اجتهد لتكون في دروبِ الله. لا تستسلم للأكاذيب والكراهية والأشياء الأخرى التي تأتي من الشِّرير أبداً. لا تحتفظ بأيِّ شيء مخفيٍّ في قلبك، لأنَّ كلَّ ما يأتي منه سيقودك إلى الهلاك (إرميا 17: 9). إذا سقطتَ، عليك التَّوبة، لتتخلَّص من العدوِّ وتقترب من الآب. سِر في دروب الربِّ اللَّطيفة الرَّائعة ولا يزيد معها تعباً (أمثال22:10).
أصغِ إلى شريعة الله. لم يُكتب شيءٌ فيها بالصُّدفة. إنَّ النُّور الصَّغير الذي يتمُّ الحصول عليه من خلال الاستماع إلى الربِّ يكفي لإظهار مخرجاً لك. لا تتورَّط في أيِّ شيءٍ خاطئ. اتَّخِذ أفضلَ قرارٍ في حياتك الآن. بالنِّهاية، يعتمدُ خلاصُك عليك وحدكَ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز