-
-
أَيُّهَا السَّيِّدُ، بِهذِهِ يَحْيَوْنَ، وَبِهَا كُلُّ حَيَاةِ رُوحِي فَتَشْفِينِي وَتُحْيِينِي. (إشعياء16:38)
خافَ حزقيّا -ملكُ يهوذا- الله، وتلقى رسالةً من الربِّ بواسطة النَّبي إشعياء، مَفادها أنَّه سيموت. لكنَّه عرفَ كيفَ يرفع قضيَّته أمامَ العليِّ، فتمكَّن من إنهاءِ أيَّامِه بسلامٍ. من المهمّ أن نفهمَ كلُّ ما يُخبرنا به الآبُ من خلالِ كلمتِه. فما يقوله بمثابة علاجٍ يشفي ضعفَنا ويُطهِّرَنا من أخطائِنا ويوصلنا إلى محضرهِ.
وخلاصة صلاة الملك تدلُّ على أنَّه سكبَ نفسَه أمام الربِّ. وهكذا نزعَ الربُّ منه الأذيَّةَ. أولئك الذين يَرون أنَّ أيَّامهم تقتربُ من نهايتِها ولديهم الكثير من المَشاكلِ غير القابلة للحلِّ- أو تلقَّوا رسالةً من السَّماء بأنَّهم لن يُشفَوا أو يتحرَّروا، وأنَّ وقتهم قد انتهى- يجب عليهم أن يصلُّوا صلاة الإيمان نفسها، حيث واحدٌ هو الله، الذي يسود في كلِّ حالةٍ.
في الآية 14 من نفس الإصحاح، قال حزقيَّا: كَسُنُونةٍ مُزَقْزِقةٍ هكَذَا أَصِيحُ. أَهْدِرُ كَحَمَامَةٍ. قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَايَ نَاظِرَةً إِلَى العَلاَءِ. يَا رَبُّ، قَدْ تَضَايَقْتُ. كُنْ لِي ضَامِنًا. هذا النُّوع من الصُّراخ لا يجلبُ الشِّفاء، ولكنَّه يُساعد في إعداد الرُّوح لفهم ما يجب إصلاحه. الحقيقة: لعنةً بلا سببٍ لا تأتي (أمثال2:26).
سوف يستجيبُ الله بالتأكيد عندما تُرفع صلاة الإيمان. ولكن من أجل الوصول إلى هذه النُّقطة، يجب أن ننفتحَ على الربِّ. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ فينا أشياء كثيرة تسمح لهجمات العدوِّ. ولكن عندما ننصت إلى الصَّوت الإلهي، نكون قادرين على سماع تعليماته. إنَّه قانونٌ لا يتغيَّر أبدًا: من يكتم خطاياه لا ينجح (أمثال13:28).
فهِمَ الملكُ الخطأ الذي فعلَه وبكى كثيرًا أثناءَ صلاته. من الشَّائع ألَّا يعترف النَّاسُ بأخطائِهم. إنَّه لأمرٌ لا يُصَدَّق كيف نكذب بسببِ الكبرياء. ولكن من له روح الله لا يَنخدع. إذا لاحظ شيئًا وحذَّرك منه، فلا تنزلق حتى لا تتفاجأ. من الأفضل أن نُخبِرَ الحقيقة قائلين: صلُّوا من أجلي. عندما تدع الربَّ يبكِّتك، تنسكِب في محضرِه.
تغيَّرت صلاةُ حزقيَّا. بعد مرحلة التَّوبة، رأى أنَّه تحرَّر من هذا الموت الشِّرير، وصرخَ: قَالَ لِي وَهُوَ قَدْ فَعَلَ (أشعياء15:38). بالنِّسبة لأولئك الَّذين يُصلِحون الأمورَ مع الربِّ، يتمُّ الوفاءُ بالوعود دائمًا. ولكن إذا أخفيتَ شيئًا عن شخصٍ ما أو عن الله، فلن تحصلَ على إجابة من العليِّ. قرارك سوف يجلبُ قوَّة الله لك أو لن يتمَّ ذلك. أُقيم لعازر فقط عندما رُفِع الحَجر.
استطاع حزقيَّا أن يتكلَّم بالإيمان، مُعلِناً أنَّه سيقضي كلَّ سنواته في سلامٍ. هناك حلولٌ لجميعِ المَشاكلِ، إذا سمحتَ لنفسِك بالرُّوح القدس. اِعلم أنَّ الخطيئة هي دائمًا سبب عدم الاستجابة لنا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز