-
-
Pيَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ (بطرس الثانية9:2)
يُظهِر الرَّسولُ بولس في هذه الآية أنَّ الربَّ يعرف كيف يفعل شيئين. لا شكَّ أنَّه يعلم كيف يفعل كلَّ شيء. ولكن الطريقة التي تمَّت كتابتها توضِّح أنَّ العليَّ قد قرَّر بالفِعل تنفيذ هذين الأمرين. بالتَّأكيد سوف يتمِّم ما حدَّده. الأشخاصُ الذين لا يؤمنون أو لا يهتمُّون بهذا الإعلان الكتابي سيُعانون من هجماتِ العدوِّ، لأنَّ مواقفهم ستعيقُ نجاتَهم من اعتداءات الجَحيم.
بالنِّسبة للرَّسول، يعرفُ اللهُ كيف ينقذ الأتقياء من التَّجربة، والتَّجارب هي وسيلة يستخدمها الشِّرير كثيرًا، حيث يكادُ خادمُ العليِّ أن يفقدَ اتِّزانه في بعض الحالاتِ، يدخلُ في زوبعةٍ، ويبدو له أنَّ فِعل الشَّر هو الخَيار الأفضل. تحاول الشَّياطين إقناعه بفعل المَحظور، ويرى أنَّ لا مفرَّ من ذلك. بأيَّة حالٍ، يحتاج المخلّصين الذين يتعرَّضون للتَّجربة إلى صلواتِ أعضاء جسَد المسيح الآخرين.
لا أحدَ يُجرَّب لكونِه شرِّيرًا بل لكونهِ صالِحاً. يبذلُ الشَّيطانُ جُهدًا هائلاً ليُظهِر للمؤمن، من خلال التَّجارب، أنَّ الظُّروف ليست كما قال الربُّ، وأنَّه لن يكون هناك عقابٌ إذا قبِل عروض الشِّرير، بل إن ذاك سيفعل له الخير. الشَّخص الذي يتعرَّض للتَّجربة يرى نفسَه ضحيَّة ويجد أسبابًا تجعله غير مُخلِصٍ أو غير أمينٍ أو شرِّير. بالنَّتيجة لقد تصرَّف الشَّيطان من جانبٍ واحدٍ، والكثيرون وقعوا في "حكايته الخياليَّة".
الطريقة الوحيدة للتحرُّر من التَّجربة هي الصَّلاة والصَّراحة مع الربِّ، والاعتراف بالموقف العَسِر والطلب من كلِّ قلبك أن يحرِّرك من هذا الموقف. من كان مُخلِصًا في صلاته يُستجاب له، لكنَّ الذين يسيرون بأكاذيب الشَّيطان- يتظاهرون أنَّهم لا يريدون أعماله، لكنَّهم بالحقيقة يستمتعون بالعروض التي يقدِّمها- لن يُستجاب لهم. لذلك كُنْ دائماً صادقاً مع الله.
الشَّيءُ الآخر الذي يعرف العليُّ كيف يفعله جيِّداً هو الاحتفاظ بالظَّالم تحتَ العِقاب إلى يوم الدَّينونة. في هذا اليوم لن تكونَ هناك رحمةٌ. كلُّ من يذهب إلى الدَّينونة سينال عقوبته، التي ستكون أبديَّة. فلماذا تظلِم وتتعرَّض للقِصاص الأبدي؟
لقد تعلَّم الظَّالمون ممارسة الخير وأدركوا الإرادة الإلهيَّة، لكنَّهم لم يَفعلوا ما أمِروا به. الآن إنَّه أمرٌ خطيرٌ للغاية عندما يُرشِد العَليُّ إنساناً لكنَّه يسمح لأكاذيب العدوِّ بأن تقودَه، لأنَّه لا يوجد ظلمٌ أكبرَ من احتقارِ ما قاله الله لك. انظر إن كنتَ لا تنتمي إلى هذه المجموعةِ، لأنَّك إن عرفتَ ما أمَرَكَ الربُّ به، ولم تفعل، فستكون خسارتك كبيرة.
لماذا تستبدل السَّعادة الأبديَّة بمعاناةٍ لا تنتهي؟ هل يَجدرُ بك اتِّخاذ هذا القرار؟ ألن يكونَ من الأفضل أن تمشي ورأسك مرفوعٌ عالياً، مع العِلم أنَّك لن تشعرَ بالذَّنب أبدًا، لأنَّك لم تفعل شرَّاً تجاه أحدٍ ولم تتوقَّف عن ممارسةِ الخير؟ الحَيادُ غير موجودٍ. من يعلم أن يفعلَ صلاحاً ولا يفعل، فذاك خطيَّة له.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز