اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. (متى35:24)

لا تقع في تجربةِ اعتبار الكلمة التي سطَعت أمام عينيك في الكتاب المقدَّس لا يمكن أن تتحقَّق. إذا حدث هذا، فسيكون بسببك فقط. عندما يفتح الربُّ فهمنا لشيء مكتوب في الكتاب المقدَّس، يبدأ هذا في الانتماء إلينا. يُمكننا أن نمتلك كلَّ ما أعطي إلينا بالإيمان. بمجرَّد أن يكشف لنا شيئًا ما، فمن مسؤوليتنا تحقيقه.

نعرفُ الكثير من النَّاس الذين آمنوا بالربّ ولم يفشلوا، رغم أنّ الظروف أظهرت أنَّ النَّصر كان مستحيلاً. وهذا يدلُّ على أنَّ خدَّام الله لا ينبغي أن يسلكوا بالعَيان بل بصوت الربِّ. عندما يُعطينا كلمة، علينا فقط أن نتصرَّف وفقًا لها، وسوف يمضي أمامنا لتحقيق العمل. من يتمِّم الوصيَّة لن يخجل أو يُهزم أبدًا.

كيف يُمكن لداود أن يعرض نفسه لمحاربة عملاق؟ كان هذا ممكنًا فقط لأنه كان رجلاً وفقًا لقلب الله (أع 13، 22). اعتقد العالم أنَّ داود كان صغيرًا جدًّا، لكنَّه كان يعرف القائد القدير وكان مُدركًا أنّ المعركة ليست له، بل معركة الربّ. أمَّا بالنِّسبة للإسرائيليين، فيبدو أنَّهم لا يعرفون ذلك. الشَّخص الذي يعيش في الكلمة لديه فهم لا يمتلكه الآخرون. هذا لأنَّ الربَّ يعمل في حياة هذا الشَّخص.

. مثالٌ آخر هو جدعون. عندما فهم أنَّ الله كان يدعوه ليُنقذ إسرائيل من أيدي المديانيين، لم ينتبه الجموع الذين سمعوا النَّبي. توقَّع النَّاس أن يكون للنَّبي الذي أرسله الربُّ شيئًا غامضًا يعلنه. لكنَّ جدعون فهم من خلال تلك الكلمة أنَّه كان ذلك الرَّجل. أولئك الذين يستمِعون إلى العليِّ لا يحتاجون إلى استشارة أيّ شخص. وهكذا أنقذ جدعون شعبه (قضاة 6 و7).

الكلمة التي أعطاك الله إيَّاها لن تزول بأيِّ حالٍ من الأحوال، حتى لو زالت السَّماء والأرض. لا تكن أحمقاً برفض ما يقدِّمه لك، لأنَّه سيقوم بالعمل بنفسه. على الرُّغم من أنَّ التَّحدي قد يكون عظيماً، إلَّا أنَّ الربَّ يتقدَّم أمام من يستمع إليه. يفتحُ الأبواب الصَّحيحة ويمزِّق الجدران التي تحاول إعاقتك عن المُضي قدمًا. لذلك لا تخف، لأنَّ الربَّ هو نصرتك.

افهم جيدًا أنَّ الله لا يسمح بهزيمة كلمة من فمِه. إذا حدث هذا، فأين كرامته؟ حتى أنَّ يسوع اعترف أنَّ الَّسماء والأرض ستزولان، وفي الواقع، ستكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة، ولكن فيما يتعلَّق بكلمته، فإنَّ كلَّ ما يقوله سيحدث بشكلٍ كامل. يحتاج الله فقط لمن يؤمن بهِ.

لا تكفَّ عن الإيمان بما يقوله كلِّي القوَّة. عندما تقرأ الكتاب المقدَّس، أو تستمع إلى عظة، انتبه دائمًا إلى ما ستتم خدمته، لأنَّه صوت الربِّ الذي يعطيك وعدًا ووصية في نفس الوقت. الآب لا يتكلم دون سبب. لذلك، عندما تفهم إرادته، ابدأ في تحقيقها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز