-
-
إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ. يَا صَخْرَتِي، لاَ تَتَصَامَمْ مِنْ جِهَتِي، لِئَلاَّ تَسْكُتَ عَنِّي فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. (مزمور1:28)
يبدأ داودُ هذا المزمور بقوله للربِّ أنَّه سيصرخ إليه. في الواقع، كان الملكُ يستجيب لدعوةٍ من العليِّ ليتضرَّع أمامه. هذه الدَّعوة متاحة للجميع، بل وأفضل: يستجيب الله لكلِّ من يفتح قلبه ويطلبه (ارميا 29. 12، 13). بالنِّسبة لهؤلاء النَّاس، سيُعلن الآب عن أشياءٍ عظيمة وحازمة لم يعرفوها بعد (إرميا3:33). هذا ما يحتاجه الشَّخص المُخلّص، وإلَّا سيبدو مِثل من نزل إلى القبر.
صراخنا يجب أن يكون للربِّ فقط (1تيموثاوس5:2). من يصرخ إلى شخص خدم الربَّ في أيّامه هنا على الأرض، فإنَّه يعصي توجيهات يسوع، لأنَّه في الصَّلاة المعروفة باسم الصّلاة الرَّبانية، علَّمنا كيف نصلي إلى الله (متى6: 9-12). إذا لم تكن الصَّلاة موجَّهة إليه، فإنَّها لا تذهب إلى محضره، بل والأسوأ من ذلك: إنَّها تصل إلى آذان العدوِّ الذي ابتدعَها، وقد تُستجاب بطريقتهِ أيضاً.
جعل داودُ الله صخرته وبنى حياته فيه. كُنْ حذراً مع قِصص النَّاس الذين يُعتبرون مقدَّسين، فمن المُمكن أن يردّوا عليك. نحن جميعًا متماثلون ولا يمكننا توجيه طلباتنا إلى أيِّ كائن حيٍّ أو ميّت. أثناء وجودي هنا، يمكنك أن تطلب منِّي الصَّلاة، ولكن بمجرَّد أن أغادر، لن أتمكَّن من تلقي طلباتك، لأنَّ الموتى لا يعرفون شيئًا (جامعة5:9).
اطلب من الربِّ أن يتحدَّث إليك دائمًا، لأنَّه إذا أصبح صامتًا، فلن يتبقى لكَ شيء. يحتاج الإنسانُ إلى الله ليعلن له عن كلِّ شيء، وخاصَّة ما يخصُّه في الإيمان بيسوع. أولئك الذين يرتبطون بالعليِّ يتمّ تذكّرهم بالفُرص التي يقدِّمها دائماً وينذرهم بخطط الشَّر التي تهاجمهم. وهكذا يمكن أن يكون حكيمًا في الكتاب المقدَّس وأن يهرب من الشَّر.
إنَّه لأمرٌ محزن للغاية عندما لا يتكلَّم الله مع أحدٍ بعد الآن. تنتهي حياة هذا الإنسان، لأنَّ الشَّيطان يجول كأسدٍ زائر، ملتمساً من يبتلعه هو، وهكذا يكون قادرًا على تدمير هذه الحياة (بطرس الأولى8:5). الآن، في اللَّحظة التي يتكلَّم فيها الربُّ، تتقوَّى أرواحنا وتقودنا للعيش في الإيمان. عندما نسمع صوت القدير، ترتفع قوَّتنا، وبالتَّالي يُمكننا أن نمتلك ما يخصُّنا في يسوع.
فهمَ داودُ أنَّه سيُصبح مثل الذين نزلوا إلى القبر إذا سكتَ الله من جهتِه. الآن ليس هناك أمل للضَّالين، لأنَّهم سيظلّون منفصلين عن الربِّ في عذابٍ أبديٍّ دائم. لذلك إذا كنت لا تريد أن تكون منهم، فاطلب التَّوجيه الإلهي وأنت تتأمَّل في الكتاب المقدَّس أو تسمع الوعظ بالكلمة. بعد ذلك، بناءً على اختيارك، ستكون مثل الذين ينتصرون في الإيمان أو مثل الخاسرين.
ربما لم تفكر أبدًا فيمن تشبه أو تودُّ أن تبدو في الإيمان. فكِّر في هذا وقل للربِّ، لأنَّه سينصرك كما فعلَ مع أبطالِ الإيمان (عبرانيين11). ولكن عندما يكلِّمك الله، اسعَ على الفور لإنجازِ المهمَّة التي كلَّفك بها. بالنَّتيجة، ماذا سيحدث لك إذا كنتَ تحتقر فضلَ العليِّ؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز