-
-
أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ. افْدِنِي وَارْحَمْنِي. (مزمور11:26)
إذا لم نتمِّم الخطَّة التي كشفَها الربُّ لحياتنا، فسوف نسيرُ بمفردنا، وبالتَّالي، قد نسيرُ في الطريق الخطأ. أولئك الذين يعتقدون أنَّهم يستطيعون اتباع إرادتهم الخاصَّة وأنَّه مع طلب المغفرة سيكون لديهم القوَّة الإلهيَّة التي تعمل لصالحهم يجب أن يكونوا حذِرين. الشَّخص الذي يُخطئ عمدًا سيرى أنَّه من الصَّعب استعادة علاقة مكسورة (2بطرس2: 20-22). الله ليس شرِّيرًا، لكنَّه ليس أحمق أيضاً. كُنْ حذراً مع العدوِّ!
أفضلُ شيء هو أن تكون مستقيمًا دائمًا (مز 18، 25). ثمَّ إذا كان لديك وعيٌ أنَّك تبتعد عن العليِّ وتسمح للمهلك بالعثور على ثغراتٍ في شخصيَّتك، فلا تُحاول أن تبدو وكأنَّك بريء. الله ينظر إلى دوافع القلب وليس ما يقوله الفم الشِّرير (متى8:15). إنَّه يعرف ما بداخل الإنسان، وكلَّما كان هناك شرٌّ يكون هذا الشَّخص في وضعٍ سيّء. ولكنَّ المستقيمين سوف يلقون المُساعدة في وقت التَّجربة.
الربُّ درع للسالكين باستقامة (أمثال7:2). لن يختفي السَّبب الذي جعل شخصًا ما يرتكب خطأ أو خطيئة أمامه. إذا اعترف الشَّخص بذنبه وطلب المغفرة، سيُغفر الله له ويساعده، لئلَّا يتعدَّى مرَّة أخرى ولا يقع تحت نير الشَّيطان (أمثال13:28). أمَّا المُخادعين والكذَّابين فسيدفعون ثمن خطأهم.
ظهرَ العليُّ لسليمان عدَّة مرّات بعد أن كتب داودُ هذا، وبعد أن بنى بيت الله، بيت الملك، وكلَّ ما أراد أن يفعله، وأخبره أنَّه إذا سار أمام الله كما سار أبوه، بقلبٍ مستقيمٍ ونزاهة لتحقيق كلِّ ما قيل له، سيثبت عرشه إلى الأبد (1 ملوك3: 5-14). وقد أدلى الربُّ بنفسه بشهادة استقامة داود.
بعد أن قالَ داودُ إنَّه رجلٌ مستقيم، طلبَ من الله أن يخلِّصه. يعلم الربُّ أنَّنا لسنا كاملين وأنَّنا نتَّخذ العديد من القرارات بشكلٍ خاطئ. ولكن إذا كنَّا صادقين ولم نحاول إخفاء أيِّ شيء عنه عندما نصرخ من أجل خلاصه، سيُستجاب لنا. الآن، هذا هو كلّ ما يحتاجه ليبعدنا عن التَّجارب التي ستقودنا إلى إفساد طريقنا. يستجيب الله دائمًا لأنقياء القلب (مز1:73).
بالنِّهاية، ناشد الملكُ اللهَ كي يرحمَه. هذا طلبٌ من شخصٍ يعرف أنه لم يترك محضر الإله، ورغم ذلك علم أنَّه لا يستطيع أن يتقدَّم ما لم يُشفق عليه الربُّ. في الواقع، التَّجربة مثل العذاب الذي يترك، بعد الموت، أثرًا مدمِّرًا دائمًا. بنفس الطريقة التي يجب أن ننظِّف فيها الشَّوارع ونزيل الأشجار والأغصان السَّاقطة، نحتاج إلى المساعدة الإلهيَّة لتنظيفنا تمامًا.
الربُّ يرحمنا ويفتح ذراعيه لاستقبالنا مرَّة أخرى لنكون في شركةٍ معه. وهكذا، يبدأ قلبُنا بالفرح مرَّة أخرى ويطلب حضور الآب. إنَّ نزاهة المستقيمين ترشدهم، لكنَّ انحراف الخائنين سيقضي عليهم (أمثال3:11). يُثبت المستقيمون أنَّهم يحبُّون العليَّ، والعكس صحيحٌ أيضًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز