رَئِيسٌ نَاقِصُ الْفَهْمِ وَكَثِيرُ الْمَظَالِمِ. مُبْغِضُ الرَّشْوَةِ تَطُولُ أَيَّامُهُ. (أمثال16:28)

يربّي اللهُ خدَّامه ليكونوا أمراءً حتى يتمكَّنوا من القيام بعمله كما خطَّط له. لقد أزالَ عقابنا وأعطانا روحَه وجميع المواهب اللَّازمة لنا لتحقيق رسالتِنا بالكامل. لا يستطيع أيٌّ من الذين دعاهم الله أن يدَّعي الحاجة إلى أيّ شيء؛ ولكن للأسف، لم يظلُّوا جميعًا راسخين في القداسة. لذلك تمَّ التَّجديف على اسم الربِّ القدُّوس.

أولئك الذين يدعوهم العليُّ ويسمحون لأنفسِهم بالوقوع في التَّجارب يُلحقون ضررًا كبيرًا بالعمل الإلهي. يفقدون ذكاءهم ويبدؤون في افتراض أنَّ الله لا يهتمّ بالشّر الذي يفعلونه وأنَّ العدوَّ لا يعرف شيئًا. الآن، كلُّ الأشياء عارية أمام عيني الربّ، وبالتَّالي لا يمكنه الحفاظ على شركته مع الذين هم في الخطيئة. إنَّ الشَّيطان يعرف عندما يطيعه الإنسان فيكون في قبضتِه.

يترافق الظُّلم مع الخطيئة، وفي وقتٍ قصير، إذا لم يسعَ خادم الله إلى تصحيح الأمور مع العليِّ، فلن يكون قادرًا على مواجهة محاولات الشَّيطان ضدَّ حياته. ليس هناك عددٌ قليل من النَّاس في مثل هذه الحالة. لقد فعَلوا ما لا يجب عليهم فِعله، وبسبب العار الذي يُمكن أن يمرُّوا به، فإنَّهم يُخفون الحقيقة، ومن ثمَّ لم يَعد لديهم المزيد من القوَّة لمواجهة الشَّيطان بسبب أعمال الشَّر التي يقوم بها.

كلُّ يومٍ، هناك اعتداءات شيطانيَّة جديدة. أولئك الذين يبقون في الخطيئة، حتى لو توقفوا عن ارتكاب خطأهم، إذا لم يعترفوا للذي خانوه وأيضًا للربِّ، فسيبقون في يدِ الظَّالم، وسيُضربون يومًا بعد يوم بالسِّهام الشِّريرة. لا توجد طريقة لمن يخطئ إلَّا أن يقرِّر وضع حدٍّ نهائي لذلك. يمكن أن يتمَّ هذا باعترافٍ حقيقي وبالتالي بالتَّوبة.

الآية السَّابقة تتحدَّث عمَّن يبغض الشَّهوة إذا كان هذا هو سبب سقوطه. هناك حالات يجب أن يكره فيها الشَّخص الزِّنا أو عدم الأمانة أو أيّ شيطانٍ آخر يستخدم ممارسة شرِّيرة لإبعاد الشَّخص عن المَحضر الإلهيّ. يعرف الله كيف يعتني بالذين هم له، بشرط أن يعرف هذا الشَّخص السُّلوك بالطاعة. من يخدم الشَّيطان يبتعد عن رحمة الربِّ. من يخدم الله يجب أن يكره الشَّيطان الذي هُزمَ بالفعل.

إنَّ العليَّ يُطيل عُمر الذي يعقد العزمَ أن ينفصل عن الخطيئة. سيكون لدى هذا الشَّخص الكثير من الوقت للاستمتاع بحضور الربِّ وكلّ ما يملكه القدير من أجله. أولئك الذين يقرِّرون البقاء في التَّعدي سيرون أنَّ أفعالهم المجنونة ستقصِّر حياتهم. القرار متروك لكلِّ واحد منَّا ليتَّخذه بوعيٍ. التَّوبة الصَّادقة تسمح لمنح المغفرة.

اعلم أنَّه في الوقت الحالي، يفكِّر الربُّ في قلبك ليرى الموقف الذي سوف تتَّخذه. سيباركك إذا أطعتَ لمسَة الرُّوح القدس، ولكن إذا استمرَّيت في الخطيئة، فسوف يدير ظهره إليك. لماذا يجب أن تسمح لنفسك بأن تقودك الأكاذيب، ثمَّ تتعثَّر وتسقط حتى لا تقوم مرَّة أخرى؟ ألا يجب أن تضع حدًّا لبُعدك عن الحياة والمحبَّة وكلّ الأشياء الجيِّدة؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز