-
-
عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ (تيطس2:1)
هناك مجموعة من المسيحيين الجُدد الذين لم يُلاحظوا بعد أنَّ الغرض الأعظم من الإيمان بيسوع هو الحياة الأبديَّة، حيث توجد قوَّة الشِّفاء والتَّحرير والإنجاز الكامل للشَّخص. أعلنَ المُخلِّص أنَّه جاء لتكون لنا الحياة الأفضل (يوحنا 10: 10). وبالتَّالي، إذا لم يتمسَّك المسيحيُّ بهذه البركة، فهو مخطئٌ من جميع النَّواحي. لم يُرسل الله ابنه ليأخذ منَّا ما هو صالحٌ، بل ليعوِّض كلَّ نقصٍ فينا.
ومع ذلك، فإنَّ الذَّهاب إلى المسيح من أجل الشِّفاء فقط، هو الحصول على جزءٍ صغير من العظمة التي يُمكن أن نمتلكها فيه. عندما نمتلك الحياة الأبديَّة، نتمكَّن من الوصول إلى القوَّة الإلهيَّة الرَّائعة التي تعمل على الشِّفاء والخَلاص والازدهار. نحلُّ مشكلتنا الأكبر عندما نتمسَّك بالخلاص في المسيح، وهي العبودية للخطيئة (غلاطية1:5). بعد ذلك، نحصل على القدرة على حلِّ الصُّعوبات الأخرى أيضًا. هناك أكثر بكثيرٍ ممَّا نحتاجه في يسوع.
هذا ما يعلّمه الإنجيل. لقرونٍ عدَّة، نجح الشَّيطان في أن يجعل شعبَ الله يغيِّر بؤرة تركيزه. وهكذا، بدلاً من أن يمارس النَّاس الكلمة الطيِّبة، أصبحوا متديِّنين، مقلِّدين للضَّالين. وبما أنَّهم لا يملكون نور الحياة، فإنَّهم يقضون أيَّامهم في الطقوس والطلبات والعبادة الآتية من شفاهِهم. اعرف حقوقك في المسيح وطالب بها. بعد ذلك ستنجز كلَّ شيء بالكامل في الإيمان بيسوع.
أحضرَ ملك الملوك عطيَّتين للبشرية: نعمة الله والحق (يو14:1). عندما فهمتَ الإنجيل، وصلتَ بالنِّعمة ودخلت إلى ملكوت الربِّ، حيث لا فشلَ في العمل السَّماوي أبدًا. النِّعمة هي الحركة الإلهيَّة لصالِح البشرية. وهكذا تُغفر الخطايا، ويولد الخاطئ من جديد ويتلقَّى القوَّة لمواجهة الشَّدائد والانتصار. وهكذا، فإنَّ الذي ينتمي للمسيح هو أكثر من منتصرٍ (رومية37:8).
أمرٌ هام أن تعيش على رجاء الحياة الأبدية (كولوسي27:1). صحيح أنَّ كلَّ من وُلِد لن يزول عن الوجود. ولكن أين سيكون بعد الموت؟ هذا هو السُّؤال الذي يجب طرحَه. في الدَّينونة، سييأس كلُّ من لم يولد من جديدٍ، عندما يدرك أنَّه سيُطرح إلى بحيرة النَّار والكبريت. وفي ذلك المكان، لن تنفعك الصَّلاة والتوسُّل لتغيير المصير، لأنَّه الآن وهنا عليك اتِّخاذ خيارك الأبدي.
ما هو مذكور في الكتاب المقدَّس هو الحق (يوحنا 17:17)، لذلك لا تدع الشِّرير يخدعك، ممَّا يجعلك تعتقد أنَّه ستكون هناك فرصة أخرى. من لا يصحِّح طريقه الأبدي الآن، سيكتشف عند موته أنَّ فرصة الخلاص قد انتهتْ. عندما يستمع شخصٌ ما إلى الكلمة، ويخاطب الرُّوحُ القدس قلبَه، في تلك اللَّحظة، فإنِّ القرار الذي يتَّخذه سيوجِّه مصيره إلى الأبد. إنَّه أمرٌ محزنٌ للَّذين يحتقرون فرصة الخلاص.
إذا لم تكن متأكدًا بعد من المكان الذي ستكون فيه إلى الأبد، فلن تخلص، لأنَّ الذين قبلوا يسوع لديهم شهادة الربِّ في داخلهم. احرص على عدم ترك قرارك إلى وقتٍ لاحقٍ لئلَّا تكتشف أنَّ الأوان قد فات. سيكون المُخلّصون إلى جوار الربِّ إلى الأبد، حيث لا عذاب ولا ألم ولا حزن أو أيِّ شرّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز