وَسَارَ فِي كُلِّ طَرِيقِ آسَا أَبِيهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا، إِذْ عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزِعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لاَ يَزَالُ يَذْبَحُ وَيُوقِدُ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ. (ملوك الأول43:22)

كان آسا ملكًا يعرف كيف يتمتَّع بحماية العليِّ ويتبع القدوة الحسنة التي تركها والدُه. وبالمثل، يجب أن نقتدي بالذين استخدمَهم الربُّ لمساعدتِنا على الدُّخول إلى ملكوت السَّماوات. ولكن إذا ضلُّوا بعد فترة من الوقت، لا يجب أن نتأثَّر بمثالهم السَّيئ. أمرٌ هام أن نعرف أنَّه منذ اللَّحظة التي فهِمنا فيها الكلمة، نصبحُ مسؤولين عن الحِفاظ على مسيرتنا في الأمانة والطَّاعة للآب السَّماوي.

ولكن، هناك كثيرون لا يخافون الربَّ كما ينبغي. هذا خطرٌ على المخلّصين، لأنَّهم يُعلِنون أنفسَهم كمخلَّصين أيضاً، لكنَّهم يتصرَّفون بشكلٍ خاطئٍ، ويُمكن أن يقودوا الضُّعفاء في الإيمان إلى العَثرة. وهكذا بعد مرور بعض الوقت، عندما لا تصل لهم رواتبهم بحلولِ نهاية الأسبوع أو الشَّهر، يعتقد هؤلاء النَّاس أنَّ التَّحذيرات الكتابية ليست بهذه الخطورة، لذلك يتهاونون مع التَّجارب.

منذ أن سار آسا في طريق والده، حقَّقَ النَّجاح. اليوم، سيكتشفُ أولئك الذين تقودهم الخطيئة، بعد الكثير من المعاناة، أنَّهم اتَّخذوا قرارًا خاطئًا، لأنَّهم أبعدوا أنفسَهم عن حماية العليِّ. هذا هو كلُّ ما يريدك الشَّيطان أن تفعله، لأنَّه بعدَ كلِّ شيءٍ، سيكون قادرًا على الاستثمار ضدَّ حياتك وتدمِّرك تماماً (1بطرس8:5). لا تحضر أبداً لأيِّ طلب من الشِّرير

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الملك آسا واجه التَّجارب، لكنَّه لم يضلّ عن الطُّرق الصَّالحة والمقدَّسة. كلُّ من يريد أن يعيش بالتَّقوى سيُعاني من هجمات العدوِّ، لكن لا ينبغي أن يقلق، لأنَّ الله أمين ولن يدعَهم يتعرَّضون لإغراءاتٍ تفوق قوَّتهم. إذا كان الملك اليوم يواجه إغراءات كبيرة، تخيَّل في تلك الأيَّام، عندما كان يتصرَّف وكأنَّه صاحب الأمَّة كلّها! لا أعذار لمن يسقط. (كورنثوس الأولى13:10)

أخيرًا، أكَّد الكتابُ المقدَّس أنَّ آسا فعلَ الصَّواب في عيني الربِّ. أتمنى أن يُكتب هذا عن كلِّ من يخدم الله، لأنَّه إذا تمَّ تسجيل العكس، فإنَّ العذاب سيكون من نصيب الذي يسقط في التَّجارب إلى الأبد. ولكن لماذا تسلِم نفسك لروح الجُنون الذي سيقودك إلى الألم الأبدي؟ اتَّخِذ القرار الصَّائب والأنبل اليوم، لكي تتبارك وتعيش إلى جوار العليّ حسبَ إرادته.

ما هو حق للربِّ، حدَّده كنموذج لسلوك أولاده؟ إذا لاحظنا توجيهات يسوع، فعلينا أن نفعل للنَّاس ما نودُّ أن يفعله هؤلاء لنا (مر 12، 31). هكذا لا نتعثَّر في أيِّ عقبة يضعها الشَّيطان أمامنا. سوف يمنحنا العليُّ النُّصرة في كلِّ الأمور، لذلك يجب أن نتصرَّف دائمًا وفقًا لكلمته. اعرف هذا: لن يتوقف الآبُ عن مساعدتنا.

املك في الحياة من أجل يسوع المسيح. ولكن كُنْ حذرًا لئلَّا تعتقد أنَّك قوي بما فيه الكفاية، مثل شمشون، وبالتَّالي تقع في أيدي عدوٍّ لا يرحم. أولئك الذين يحافظون على أنفسِهم داخل الحدود التي وضعَها الربُّ سوف يقفون عن يمين السَّيد، وبعد دعوتِه، سيدخلون مع كلُّ المخلّصين إلى المجد الأبدي.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز