-
-
إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزِعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لاَ يَزَالُ يَذْبَحُ وَيُوقِدُ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ. (ملوك الأول43:22)
كلُّ من لا يُلاحظ القوَّة التي نتلقَّاها لإنجازِ عمل الله سيكون مسؤولاً بلا شكّ عن عدم التَّصرف كما ينبغي. أمرٌ هام أن نفهم أنَّ العليَّ يتوقع منَّا المزيد اليوم، ويجب أن يتجاوز برُّنا برَّ الكتبة والفرِّيسيين كثيرًا، الذين لم يكن لديهم الرُّوح القدس وعاشوا قبل الجلجثة، حيث لم يكن يسوع قد مات من أجلِنا بعد. والشَّيطان لم يُهزم ويُطرد من الأرض.
لا يُمكننا أن ندعَ عملَاً للعدوِّ يسود. في أيام الملك يهوشافاط كان العمل يتمُّ جسدياً. ولكنَّ العمل يتمّ في المجال الرُّوحي اليوم. أُرسِلت الكلمة لتكشف لنا الإرادة الإلهيَّة وتجلب لنا القوَّة لإتمام ما أمِرنا به. قبل هذه الحقيقة، كان يجب أن يكون لدينا نفس الإيمان الذي كان لدى إيليا. الذي تحدَّى أنبياء البعل والأوثان الأخرى، على سبيل المثال، وتمَّ حسبَ ما أمر به (1 مل 18).
لا نحتاج إلى الذَّهاب إلى حيث تتمُّ أعمال الظُّلمة من أجل محاربتها. أعطانا يسوعُ القوَّة لربط أو فكِّ أيِّ شيء هنا على الأرض، وإذا فعلنا ذلك تحتَ إشرافه، فسيتمُّ ذلك في العالم الرُّوحي. وهكذا، فإنَّ مكانتنا أمام الآب وكلّ الأشياء الأخرى أعظم بكثير ممَّا تعلَّمناه. لقد امتلأنا بالقوَّة للقيام بالعمل الإلهي في هذا الجيل.
لم نُصبح أعضاءً جسد المسيح بالصُّدفة. نحن وكلاء الله وعلينا واجب القيام بعمله في أيَّامنا هذه. يجب أن نكون حسَّاسين لِما يأمرنا به الرُّوح وليس لِما نعتقد أنَّه مفيد للملكوت. حربُنا ضدَّ قوى الشَّر. ما عليك سوى ارتداء ذراع البرِّ وانتظار العلامة الخضراء من السَّماء. ستكون هناك مواقف غير مواتية، لكنَّنا سنُبطِلها بنفخةٍ من الإيمان- صلاة الإيمان.
منذ اليوم الذي اعتمدنا فيه بالرُّوح القدس، يجب أن نعتبرَ أنفسنا جنودًا في الخدمة. لم يُعطنا الربُّ قوَّته حتى نكتِّف أيدينا ولا نفعل شيئًا ببساطة، ولكن لنعكس صورته في جميع المواقف. إذا فشلنا في المهمَّة التي أوكِلت إلينا، فسنكون مسؤولين عن ملايين الأشخاص الذين سيضيعون. لذلك هيّئ نفسك للسَّير مع الله وتلقّى التَّعليمات منه لكلِّ معركة.
بما أنَّنا في يسوع، يجب أن نسلك كما سلك ذاك (يوحنا الأولى6:2). عندما شفى المرضى، حرَّر المظلومين، وقام بالعمل الإلهي بشكلٍ كاملٍ، كان المعلِّم يعلَم الطريقة التي يريدنا أن نعيش بها، لأنَّه أمس واليوم وإلى الأبد (عبرانيين8:13). لذلك فإنَّ الطَّريقة الوحيدة لخدمته هي أن نتصرَّف كما علَّمنا. قبل الذَّهاب إلى الميدان، يجب أن تكون عالماً وواثقاً بما يرغب الربُّ في القيام به ثمَّ المُضي قدمًا لتحقيق هذا الغرض.
عندما نُغلق الأماكن التي يتلامس فيها النَّاس مع الأرواح الشرِّيرة، فلن ينخدعوا بعد الآن بصناعات الشَّيطان. في أيَّام الكتاب المقدَّس، كان تدمير هذه الأماكن ماديًا. في الوقت الحاضر، لدينا السُّلطة لإبطال مصادر الشَّر وإغلاقها (مت19:16). لقد قام خدَّام الربِّ في الماضي بعملٍ يكاد يكون كاملاً، لكن يُمكننا أن ننجزه بشكل كاملٍ اليوم أيضاً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز