-
-
ثُمَّ عَزَلَهُ وَأَقَامَ لَهُمْ دَاوُدَ مَلِكًا، الَّذِي شَهِدَ لَهُ أَيْضًا، إِذْ قَالَ: وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي، الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي. (أعمال الرُّسل22:13)
نرجو أن تكون بداية الآية رسالة لكلِّ الذين دُعوا للانتماء إلى جسَد المسيح، وبالتالي، صاروا ملوكًا وكهنة لإلهنا (رؤيا10:5). الدَّرس الأوَّل هو أنَّ العليَّ يطيح بالملك الشِّرير- الذي لا يطيع إرادته. عندما يعطينا الربُّ مهمَّة، فهو يعتبرها قد أُنجِزت، لأنَّه لا يُرسل أحدًا للقتال بدون الأسلحة اللَّازمة لتحقيق النَّجاح.
لا يختار الله أيَّ شخصٍ أبداً، لكنَّ بعض النَّاس، بعد أن وضَعَهم في العرش، يعتقدون أنفسَهم مالكين للنَّاس ولا يحتاجون إلى احترام التَّعاليم الإلهيَّة. حدث هذا مع شاول الذي كان متواضعاً ولم يَقم بحملات أو طلبات ليكون صاحب السِّيادة في إسرائيل. بل إنَّه حاول في الواقع رفض هذه المسؤولية، مختبئًا وسط الأمتعة. ولكن للأسف ترك نفسه يفسد بالسُّلطة، وخسِر حتى مخافة الأوامر الإلهيَّة.
لم يُنشأ داود عن طريق الحظ أو عدم وجود شخص آخر يُمكنه تنفيذ خطة الربِّ. من المُثير للاهتمام أن نتذكَّر أنَّه عندما نعتقد أنه لا يوجد شخصٌ آخر يخدم الله، فإنَّه يوضِّح لنا أنَّه لا يزال لديه سبعة آلاف لم يحنوا ركبة للشَّيطان. إنَّ حقيقة اختيارنا لها أهميَّة كبيرة، وبالتَّالي، يجب على الذي يمتلك الحُكم الصَّحيح ويتجنَّب الغضب الإلهي أن يطيعه وأن يكون مستعدًّا لئلَّا يخيب أملِه.
إنَّ الاحترام الذي كان لداود تجاه الأشياء الصَّالحة جعله ينفِّذ كلَّ مقاصد العليِّ. عرفَ كيف يجتاز الاختبارات التي وُضِعت في طريقه، وبالتَّالي، "وجده" الربُّ. الله يبحث عن عابدين له بالرُّوح والحق، وإذا فعلتَ كلَّ ما أوصاك به، فلا شكَّ أنَّه سيجدك أيضًا. أولئك الذين ينفذون الوصايا هم مرشَّحون بقوَّة لأعمالٍ أعظم.
يعرفُ العليُّ كيف يبحث عن الشَّخص الذي سيتم إرساله إلى مهمَّات عظيمة. عندما يجد هذا الشَّخص، يشهد عنه. لا تتمرَّد على إرادة الربِّ أبداً، ولكن كُنْ مستعدًّا كلَّما نِلت تزكية منه. الآن، التَّجارب التي نمرُّ بها ليست مخفيَّة عن الآب السَّماوي. فهو يسمح لها بالحدوث، لأنَّها جزء من عمليَّة التعلُّم لدينا. يريدُ الله أن يراك قويًّا بما يكفي لتحقيق خطَّته.
الشَّرط الأوّل لكي يستخدمك الربُّ هو أن تكون بحسب قلبه. إذا شجَّعك على الإيمان بأمرٍ ما ومنحك الرِّغبة في إطاعة إرادته، كُنْ حازمًا وافعل ذلك حتى النِّهاية. أولئك الذين يعيشون متذمِّرين، معتقدين أنَّ الآب لا يهتمّ بهم لن يصلوا بالتَّأكيد إلى نهاية سعيدة. الأشخاص الذين يؤمنون بأنَّ المساعدة الإلهيَّة الجيِّدة ترشدهم إلى الأماكن الصَّحيحة دائماً لن يُنسوا أبدًا.
يتحمَّل مختاري الله مسؤولية تنفيذ جميع خططه، ولكي يفعلوا ذلك، لن تنقصهم المسحة والقوَّة. بمجرَّد أن تقرِّر إطاعة وصاياه، تأكَّد من أنك ستنتصر ولن تُصاب بخيبة أملٍ أبدًا. العليُّ أمين في تحقيق ما وعد به وينصر كلَّ من يؤمن بكلمته.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز