-
-
فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ. (لوقا6:17)
تحدَّث الربُّ يسوع عن الإيمان. إنَّه اليقينُ الذي يأتي من قلب الذين يستمعون إلى الكتاب المقدَّس (عبرانيين 11.1). نظرًا لأنَّ هذا صحيح بنسبة 100٪، فليس هناك فرصة لعدم حدوثه أبداً. أولئك الذين يؤمنون بما هو مسجَّل في الكتاب المقدَّس ينتصرون حقًا. إذا لم يتحقَّق واحد من وعود الربِّ أو إعلاناته، فستكون كرامة العليِّ على المِحَك. ولكنَّ الله أمين في الوفاء بوعوده (عبرانيين23:10).
الخبرُ العظيمُ هو أنَّ الإيمان يُمكن أن يزداد. ومن يرغب ذلك، عليه أن يفعل كما فعل التلاميذ، عندما طلبوا من السَّيد قائلين: زِد إيماننا (لوقا 17، 5). لم يوبِّخهم يسوع ولم يقل إنَّها حماقة أن يطلبوا ذلك، لأنَّ الإيمان يأتي من سماع الكلمة (رومية 10، 17). بعد مرور بعض الوقت، وقبل صعود المسيح إلى السَّماء، وافق على طلبهم، وفتح أذهانَهم ليفهموا الكتاب المقدَّس.
يمنحك الإيمان بحجم حبَّة الخردل القدرة على إزالة جمَّيزة أو جبل أو مرض أو أي شرٍّ من أيِّ مكان والانتقال إلى مكان آخر. لا تدع الشَّك أو الخوف يدخل إلى قلبك، لأنَّ الفخاخ منصوبة لربطِك. إذا كان لديك إيمانٌ، يمكنك أن تفعل كلَّ ما قاله يسوعُ.
يجب أن يكون الإيمان الهدف الرَّئيسي لكلِّ من يرغب في الانتصار. حتى لو كان كلُّ ما تحقِّقه بحجم حبَّة الخردل، يجب أن يكون هدفك هو زيادة إيمانك. إذا تحقَّق هذا، فسيكون لمشاكِلك حلولاً، وستتلقى الشِّفاء من الأمراض، ولن يكون هناك شيءٌ مستحيلٌ في جميع قراراتك. الربُّ يبحث عن أناسٍ يؤمنون بهذه الطريقة، لأنَّهم سيقومون بعملهِ.
بالتَّأكيد، لا يُمكن لأيِّ شخصٍ أن يفعل شيء دون توجيهٍ من يسوع. لا يُمكنك ابتكار شيءٍ ما وتأمر القوَّة الإلهيَّة لتحقيقه. ولكن عندما تعلن الأسفار المقدَّسة أنَّ شيئًا ما لك، فلا تستغرق وقتًا طويلاً لتتمسك به. تذكر أنَّ المخلَّصين لا يتعاملون في صنمٍ، بل هم في حضرة الله القدير. الآن، أنت أمام العليُّ الذي يساعدك على اتِّخاذ القرار الصَّحيح للتخلص من الشَّر.
ضَمِن يسوعُ أنَّه إذا كان لدى شخص ما إيمان- يقينٌ بما لا تراه- فإنَّه يأمر بنقل كل ما يزعجه إلى وسط البحر. لقد شمَلك في هذا التَّعليم. إنَّ قوَّة الربِّ مستعدَّة للدُّخول في العمل وتحقيق ما عقدتَ العزم عليه. لذلك لا تفشل ولا تحزن ولا تظنَّ أنَّ أعمال الظلمة تهزمك. طريقك للخروج هو استخدام الإيمان بابن الله. تعتمد بركتك على ما تفعله بما يعلنه الآبُ.
الأمرُ متروك لك إذا كنتَ ستصل إليه أم لا. إذا واصلتَ السَّماح للعدوِّ بغزو حياتك، فسوف يفعل ذلك يومًا بعد يوم. لكن إذا سِرتَ مع الله، ولم يكن فيك شيء من الشِّرير مختبئًا في أيِّ مجالٍ من مجالات حياتك، وإذا لم تستخدم المراوغة للعيش، فامر كلَّ شرٍّ أن يبتعد عنك الآن. امتلك كلَّ ما هو لك!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز