-
-
فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي مَرِيبَةَ، مِثْلَ يَوْمِ مَسَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، (مزمور8:95)
يتحدَّث الربُّ عن حدثين. سأعلِّق على ما حدث في مَريبة عندما تذمَّر شعبُ الله بسبب قلَّة الماء. فعندما سمعهم موسى يشتكون كثيراً، لم يَعُد قادراً على ضبطِ نفسِه، وضربَ الصَّخرة مرَّتين. لم يَكُن قد أصغى باهتمامٍ لِما أمرَ الربُّ به- تكلَّم إلى الصَّخرة- لكنَّه عَمِلَ وفقًا لرؤيته الخاصَّة (عدد20: 13-2).
ما نتعلَّمه من موسى، الذي يُعتبر الرَّجلُ الأكثر حلماً على وجهِ الأرض، له مغزى كبيرٌ (العدد3:12). حتى الأشخاص الذين يتمتَّعون بالثِّقة وضبط النَّفس والثَّبات، إذا تعرَّضوا إلى ضغوطٍ كبيرةٍ جدًا، فقد يفقدون صبرَهم ويتصرَّفون خارج نطاق السَّيطرة. لذلك، يجب أن نحافظ على هدوئنا دائماً وألَّا نفعل أبدًا ما لم يُطلب منَّا القيام به. يمكن أن يؤدي فعلٌ بسيطٌ على ما يبدو إلى عواقب وخيمة.
كانت هناك فرصتان أمرَ فيهما الربُّ بإخراج الماء من الصَّخرة. في الحالة الأولى، كان على موسى أن يضربَ الصَّخرة التي سيخرجُ منها الماء (خر 17، 5، 6). في المرَّة الثانية، كان الارشاد أنَّه يجب أن يتحدَّث إلى الصَّخرة (العدد8:20). انتبه إلى ما يُقال لك دائماً، لأنَّه بسبب شرودٍ بسيط، قد ترتكب خطأً فادحًا من شأنِه أن يضرَّ بشخصٍ ما، أو بخطة الله، أو حتى نفسَك. الآن، لن يُخبرك العليُّ أبدًا أن تفعل شيئًا ما لم يكن جزءًا من إرادته.
كان يسوعُ هو الصَّخرة التي أرشدت شعبَ إسرائيل. لم يكن من الممكن أن يُضربَ إلَّا مرَّة واحدة، ولأنَّ موسى لم يُلاحظ ما أُمِر به، فقد ضربَ الصَّخرة مرَّتين، وبالتالي خسرَ الحقَّ في إدخال بني إسرائيل إلى أرض المَوعد. أيٌّ عملٍ خارج عن أمر الربِّ يتحمَّل المسؤولية الكاملة لِمن يفعله. والأسوأ من ذلك: إذا فعلنا ما لم يأذن به العليُّ، فسوف نواجه العقوبة.
لاحظ أنَّ الله لم يغيِّر موقفه. عَمِل موسى كثيرًا لإخراج الإسرائيليين من مِصر وجعلهم يمرُّون عبر البحر الأحمر. بعد إرشادهم لمدَّة 40 عامًا في البرِّية، عندما حان الوقتُ لعبور نهر الأردن، أماتَ الله موسى نفسه. شروده عن تنفيذ أوامر الربِّ جعله يفقد امتياز دخول وقيادة الشَّعب إلى المكان الموعود بهِ.
لا تترك أبدًا حدودَ الوحي وانتبه دائمًا لتوجهات الربِّ. لا تخلق عقيدة لتحقيق موافقة شخصٍ ما أو لملء الكنيسة والسَّيطرة على النَّاس (غلاطية10:1). لا توجد حاجة تبرِّر فِعلاً سيِّئاً. ابقَ داخل حدود المكتوب في الكتاب المقدُّس حتى لا يتمَّ استبعادك. لا يهمّ كم من الوقت تخدم الله بأمانة. إنّ تصرفاتك ستجلب لك العواقب إذا تجاوزت حدود الكتاب.
القدير لا يتغيّر (يعقوب17:1). من ينتهك عقيدة المسيح لن يتَّخذه إلهاً بعد الآن. كلُّ شخص فاسدٍ ليس له الآب ولا الابن. الوصيَّة هي أن نكون أمناء حتى الموت، لأنَّنا سننال حينها إكليل الحياة (رؤية10:2). المؤمن ينجو من كلِّ دينونة (رومية1:8).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز