-
-
كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ. (يوحنا11:15)
قد تبدو لقاءاتِ الذين ليسوا على درايةٍ بكلمة الله مع يسوع شيئًا صوفيًّا. فقد تتوقَّع في أيِّ لحظة، أنَّ المسيحَ سيدخل غرفتك ويظهر لك. على الرُّغم من صحَّة أنَّ المخلِّص يُمكنه فِعل ذلك، لكن لا ينبغي لأحدٍ أن يؤمن بحقيقة أنَّه سيفعل ذلك، لأنَّ الظُّهور الذي وعدَ به يسوع كان من خلال إعلان الكلمة. عندما يحدثُ هذا، فإنَّ ما يقوله لنا يخصُّنا بالفعل، ونحن بحاجة إلى الوفاء بالوعود فقط.
من المُحتمل أنَّك خسِرتَ لقاءات لا نهائيّة مع المُعلِّم لعدم معرفتك بهذه الحقيقة. ولكن الآن حان الوقتُ للاستعداد ولخوض لقاءاتٍ أخرى. قالت شِفاه الربَّ الطَّاهرتين عن هذا الاحتمال، عندما أكَّد أنَّ هذا سيحدث عند تنفيذ وصاياه. فعندما تفعل ما يقوله، فأنت تثبت أنَّك تحبُّه فعلاً وبالتَّالي، فأنت محبوبٌ من الله ويسوع، الذي سيُظهر نفسَه لك بلا شكٍّ (يوحنا 14 ،21).
يفرحُ قلبُ الإنسان عندما يشعر أنَّ الله يزوره. إنَّه شيءٌ لم يشعر به أحدٌ من قبل ولا علاقة له بالبَهجة الطبيعية عندما يحدثُ لك شيءٌ جيِّد أو تتلقى أخبارًا حسَنة. لكن تأمَّل في الحقيقة التالية: هل يُظهِر يسوعُ نفسَه لك، يُرضي قلبك، ولا يستجيب لطلباتك؟ في أيَّام خدمته الأرضيَّة، لم يتجنَّب السَّيد مساعدة شخصٍ ما طلب منه المُساعدة أبداً.
تعلِّمنا هذه الآية من يوحنا 15، والتي ندرسَها، أنَّ سببَ بقاء فرح يسوع فينا هو كي يكتمل فرحُنا. السِّر هو أن تكون في المُخلِّص وأن تكون كلماته فيك. لذلك، فإنَّ كلَّ ما نطلبه- ونقرِّره- سوف يفعله الربُّ بنفسه. كيف تكتمل فرحة الشَّخص إذا لم تتحقَّق احتياجاته من خلال استجابة العليِّ؟
بالتَّأكيد، إذا كنتَ تتألَّم، بمشاكل ماديَّة أو صعوباتٍ مألوفة، أو أيِّ تحدِّيات أخرى، وإذا قرَّرت حلَّها ولم يحدث ذلك، فلن يكون فرحك كاملاً. لا داعي للانتظار "حتى يشاء الله" من أجل الحصول على حلٍّ لمشاكلك. عندما يزورك، سوف يفرح قلبك، وفي تلك اللَّحظة، يحقُّ لك أن تطلب ما تريد، وسيتمُّ إعطاؤه لك.
ماذا ستفعل الان؟ هل ستفرح بما كشفهُ الله لك وما زلت لا تتصرَّف وِفقاً له؟ وهكذا لن يكون فرحك كاملاً، والشَّيطان سيفعل كلَّ ما في وِسعه لإبقائك تحتَ تصرُّفه، بظلمٍ وثقلٍ. ولكن كًن قويَّاً وجريئاً واطلب من العدوِّ أن يأخذ المخالب بعيداً عن حياتك. بفرح الربِّ أنت مخوَّل أن تفعل ما تضمنه لك الكلمة.
لذلك، عندما تشعر بالفرح، اذهب إلى "الحرب" طالبًا البركة لنفسك.
انتبه لما تُعلنه الكلمة، فقد حانَ وقت الاستيقاظ وطلب الاستنارة من السَّيد (أمثال1:5). اِعلم أنَّ حقوقك سيتمُّ احترامها دائمًا إذا أكرمتَ العليَّ الذي تحدَّثَ عنها. اترك عالم الموتى. لقد قُمتَ بالفعل! لماذا لا تنهض وتتولَّى كلَّ ما يخصُّك؟ يُكرمك الله!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز