فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: «آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا. (كورنثوس الثانية13:4)

هذا الإعلانُ من الربِّ، الذي أدلى به الرَّسول بولس، يوفِّر للمؤمنين الضُّعفاء والفاشلين القدرة على عدم التأثر بأكاذيب الشَّيطان. لا يوجد شيءٌ كأن يُعطى امتياز للبعض، والبعض الآخر مُحتقرٌ. لقد أُعطي كلُّ شخصٍ نفس روح الإيمان. لذلك، لن يفشلَ أيٌّ من أبناء الله في الإرسالية المعطاة له. الفرق هو في حقيقة الإيمان أم لا.

الإعلانُ الذي ندرسه لا يترك أيَّ مجالٍ للشَّك في أنَّ الربَّ يعاملنا على قدم المساواة. عندما تتعلَّم ما يجب عليك فعله، لا تدع نفسَك تنقاد إلى الخداع بأنَّك لا تملك الشُّروط اللَّازمة لتحقيق الأمر الإلهي. بما أنَّك تتمتَّع بنفس روح الإيمان، فقد تلقيتَ القدرة اللازمة لتحقيق دعوتك. لذلك، حاول أن تفعل ما أمِرت به.

يُعلن الكتابُ المقدَّس أنَّ الربَّ أعطى قدراً من الإيمان لكلِّ من قبِله في ملكوته، لكنَّ الرُّوح نفسه يوفِّر احتياجاتنا، بهدف تحقيق الإرادة الإلهيَّة. يمكن زيادة ذلك، لأنَّ التلاميذ طلبوا هذه الطِّلبة من يسوع، ولم يقل إنَّه مستحيل: فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا!». فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ
(لوقا 17، 5، 6).

فرضية الحصول عليها هي الاستماع إلى الكلمة (رومية17:10). عندما أجابَ عن القوَّة التي يتمتَّع بها شخصٌ قليل الإيمان، شجَّع السَّيد أتباعه على زيادة إيمانِهم. ولكن إذا شعرتَ أنَّك بحاجة إلى حصَّة أكبر، فاطلب من الربِّ أن يزيدها. وسيجعلك تفهم الكتاب المقدَّس بشكلٍ أفضل. لكن هذا لن يكون من أجل سعادتك الشَّخصية أو لأيِّ غرض محدَّد أو أناني.

يجب على كلِّ من يؤمن أن يتكلَّم، وأن ينتهر الشَّر، وأن يُبطل أعمال الشَّر، ويُعلن نفسه منتصراً. من لا يؤمن يبقى صامتاً، ويوافق ويعاني من أذى الشَّيطان. تعمل حياتنا الرُّوحية وفقًا لاعترافنا والتَّصريحات التي نطلقها حول ما نؤمن به بشأن الكلمة الإلهيَّة. لم يكن لدى يسوع أيَّ شكٍّ في أنَّه والآب واحدًا (يوحنا30:10). الآن، من اتَّحد بالربِّ فهو واحد معه، ولذلك يجب أن يتكلَّم بجرأة.

إذا آمنَّا بما يقوله الكتاب المقدَّس، فسنطلب أيضًا إزالة الجبل الخاص بنا وإلقائه في البحر. لن ندعَ إبليس يدمّرنا، أو يسبِّب الخجل لنا، أو يأخذنا من مكانتنا في المسيح. أولئك الذين ينكمِشون، ويتراجعون، ولا يتقدَّمون، ولا يتمسَّكون بما هو لهم، سيضطرون إلى تقديم تفسيرات للربِّ بشأن سبب عدم استخدامهم للمواهب التي حصلوا عليها.

أخيرًا، وبنفس روح الإيمان، يُمكننا أن نفعل نفس الأشياء التي فعلها يسوع (يوحنا14، 12). كان هذا ما قاله تماماً، عمَّا سيحدث في حياة كلِّ من يؤمن به. في الواقع، نحنُ برُّ الله بالمسيح (2 كو21:5).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز