-
-
«لأَنِّي أُعَيِّنُ مِيعَادًا. أَنَا بِالْمُسْتَقِيمَاتِ أَقْضِي. (مزمور2:75)
لقد تمَّ تعليم الكثير من الأشياء عن الصَّلاة بالفعل، وهذا أمرٌ جديرٌ بالثَّناء. من خلال الصَّلاة نكشف احتياجاتنا لأبينا، ونطلب المغفرة عن أخطائنا، ونتمسَّك بما يخصُّنا في المسيح. ولكن إذا لم ننتبه لِما تقوله كلمة الله، فلن نؤمن وبالتالي لن نرضي الربَّ. فمن هذه التَّوجّهات أنَّنا بحاجة إلى احتلال المكانة الذي تمَّ تعيينها لنا، كي نحكم بالاستقامة.
ولكن كيف سنحتلّ مكانتنا، إذا كنَّا لا نعرف ماذا يعني ذلك؟ تعلّمنا أن نكون مُخلصين إلى للعليِّ طوال حياتنا، وأن نهرب من الخطيئة، ونتحدَّث عن محبَّة الله. لكن الحقيقة هي أنَّ كلَّ هذا يبدو وكأنَّه شيء يصعبُ فهمَه، لأنَّنا لا نعرف ما يعنيه. فهل الخطأ فينا أم في معلِّمي الإيمان؟ ألن يكون هذا هو سببُ عدم طلب الكثيرين للربِّ؟
لماذا كان من السَّهل على يسوع أن يأمر الأعرج بالسَّير والأصمّ أن يسمع والشَّياطين بالمغادرة؟ بالتَّأكيد، لأنَّه عرف مكانته في الآب. نحن سعداء بالسَّماء، بيتنا المستقبلي، لكنَّنا ننسى أن الشَّيطان يعمل في حياة جميع المخلّصين تقريبًا. ربَّما لا تجد حتى شخصًا واحدًا مخلَّصاً لا يعاني من مشاكل صحيَّة، إلى جانب معاناة أخرى. يجب أن نفهم مكانتنا في المسيح ونحتلها.
هل سعيتَ لمعرفة إرادة الله أم أنك تكلَّمتَ فقط ببضعة كلمات تطلب منه أن يكشفها لك؟ يجب أن نتصرَّف مثل عامل منجم الذَّهب، الذي يبحث عن الأحجار الكريمة في الأرض، حيث توجد إمكانية للعثور عليها. أرضنا هي الكلمة الإلهيَّة. عندها سنجد إجابات لإخفاقاتنا وللأمور التي نراها مستحيلة. عندما تجلس في مكانك الحقيقي، تصبح بركة لنفسك وللآخرين.
تقول رسالة أفسس 2-6 أنَّنا جلسنا مع المسيح في السَّماويات. الفعل في الماضي. لذلك، هذا يعني أنَّ الإجراء قد حدث بالفعل. الآن نحن بحاجة إلى احتلال هذا المكان، لكن كيف؟ بالتَّأكيد لن يحدث ذلك إذا لم نسعى، في الكتاب المقدَّس، إلى توجيهات الربِّ، وقوَّته من خلال الصَّلاة. يجب على المخلّصين أن يفهموا أنه إذا لم يكونوا شجعانًا وأن يدافعوا عما تقوله الكلمة لهم، فلن يحدث شيءٌ جيِّد.
لا شكَّ أنَّ الربَّ أمينٌ في الوفاء بوعوده. ولكن بينما نرغب في حدوثِ شيءٍ ما، يظلُّ الشَّيطان ثابتًا في رسالته ليُربك المؤمنين. وبالتالي يعمي أذهانهم. كُنْ جريئًا لتؤمن بكلِّ ما يقوله الله عنك، ولا تسمح للعدوِّ بإبعادك عن مكانك في المسيح. احتلّ مكانتك وستكون بركة.
دعونا نتوقف عن الفلسفة. اطلب الرَّبَّ بكلِّ إيمانك، ووفقًا لِما تكتشفه عن نفسك وما يمكنك تحقيقه في المسيح، افعل ذلك! بمرور الوقت، سترى أنَّ إيمانك بالمسيح أصبح ثابتًا وقويًا، كما كان دائمًا؛ أنت فقط تجهل ذلك. لم يكذب يسوع عندما قال إنَّ كلَّ ما تطلبه- حدِّده، تمسَّك به باسمه- سوف يفعله لك. اتَّخذ مكانتك فيه فيفرح الربُّ بك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز