-
-
فَقَالَ بِإِهْلاَكِهِمْ. لَوْلاَ مُوسَى مُخْتَارُهُ وَقَفَ فِي الثَّغْرِ قُدَّامَهُ لِيَصْرِفَ غَضَبَهُ عَنْ إِتْلاَفِهِمْ. (مزمور23:106)
يجب أن نكونَ في شركةٍ مع الربِّ كخدَّام له، كي نستطيع أن نتشفَّع لِمن حُكم عليه بالفعل. مهمَّتنا هي أن نكون مستعدِّين للعمل المُعطى لنا، ويجب ألَّا نقوم به دون معرفة مكانتنا في المسيح. يجبُ على الَّذين تمَّ استدعاؤهم وإرسالهم للقيام بمهمَّة أن يُدركوا أنَّهم يخدمون ملك الملوك، وبالتَّالي لا يُمكن أن يفشلوا.
أمرٌ هامٌّ أن يفهم الرُّعاة أنَّ شعبهم يخضعُ لسُلطتهم ورعايتهم. قالَ الربُّ لموسى أن يدعَه يهلك بني إسرائيل، مُظهراً أنَّه يحترم خدمة خادمه (خروج32: 10-14). وهكذا، فإنَّ كلَّ من تولَّى مسؤوليَّة رعاية شخص ما أو مجموعة من النَّاس، له سلطة منع حدوث الشَّر لقطيعه.
ولكن ما بدا وكأنَّه طلبٌ من العليَّ لعبده كان في الواقع تحذيرًا: إذا لم يفعل موسى شيئًا للشَّعب، فإنَّ الربَّ سيهلكهم جميعًا. عندما يتعرَّض شخصٌ ما تحت مسؤوليتنا لخطر شرِّير، يجب علينا منع حدوثه. يجب اتِّخاذ نفس الموقف فيما يتعلَّق بحياتك الشَّخصية. الأمرُ متروكٌ لكلِّ واحد كي يحفظ نفسَه.
وضعَ موسى نفسَه أمام الله وكأنَّه جدار حماية، لم يبعده العليُّ. إنَّ السُّلطة كبيرة جداً، تلك التي أوكلَها الربُّ إلى شخصٍ مخلّص مسؤول عن النُّفوس. لذلك لا تجعلوا هذه الأرواح فريسة سهلة للعدوِّ. تقول الكلمة أنَّ من لا يهتمّ بخاصَّته هو أسوأ من غير المؤمن (1 تيموثاوس8:5). حتى الآن، إذا صلَّيت ومنعتَ حدوث أمرٍ سيّء لشخصٍ تحت رعايتك، فسيتمُّ إنقاذ هذا الشَّخص.
الرَّجل الذي يقودُ أيَّ قطاعٍ من العمل الإلهي لديه القدرة على إبعاد أيِّ لعنة قد تأتي على من هو تحت سلطته. كان مجدُ موسى أنَّه صرفَ غضب الربِّ فكان مجده عظيمًا. لذلك، كُنْ في شركة مع العليِّ دائماً، وتحرَّر من كلِّ أنواع الخطيئة والمعاناة. يجب أن يبارك كلُّ ما فيك اسم يسوع القدُّوس (مز ١٠٣، ١).
عرفَ راعي إسرائيل كيف يُرشد النَّاس بطريقة حكيمة، وأن ينقذهم. لكن ماذا سيقول النَّاس عنك؟ هل أنت مشغولٌ جداً بقضايا هذا العالم؟ إذا كنت كذلك، توقَّف عن كلِّ شيء، فكلُّ شيء تقوم ببنائه هنا سيبقى هنا. ولكنَّ الأعمال التي تقوم بها في الله ستتبعك إلى الأبد. لا تحتقر القليل الذي يعطيك إيَّاه الربُّ في المسيح. أولئك الذين يؤدُّون دورهم بشكل جيِّد يكتسبون ثقة كبيرة.
كان الاقتراحُ اختبارًا هائلاً لخادم الله، لكنَّه عرف كيف يُمسك بزمام أموره ولم يتَّجه نحو مصلحته. لا تتوقف عن فِعل ما أُعطي لك، حتى إذا اقترح الله نفسه عليك شيئًا خارج ما أعطاك إيَّاه، فلا تقبله. كُنْ خادمًا دائمًا في جميع المواقف وارفض ما ليس لك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز