-
-
يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ. (مزمور9:25)
لدينا الكثيرَ لنتعلَّمه عن بركات التَّواضع. أحدها هو الاهتداءُ إلى البرِّ. أولئك الذين لا يَخضعون لله سيحصلون على الإرشاد أيضاً، لكن طبيعتهم المتمرِّدة ستجعلهم يَمشون في طرقٍ وعِرةٍ، حيث يتعثَّرون في العقبات ويؤذون أنفسَهم كثيرًا. المَشي في طريق العليِّ أفضل بلا حدودٍ وأكثر فائدةٍ.
الربُّ لا يُجبرنا على فعلِ أيِّ شيء. وهكذا يُمكننا أن نستخدمَ قصَّة الشِّعر التي نرغب بها، أو أن تكون لدينا لحية أو لا، أو نلبس اللَّون الأصفر أو الأحمر أو أيِّ لونٍ آخر، فهذا لن يجعله يكفَّ عن مباركتنا. ولكن هناك بعض الوعود الخاصَّة للذين يُرضوه. وهكذا نكون حمقى إذا لم نطِع الآبَ. من الضَّروري السُّلوك بالبرِّ دائماً لئلَّا تجلب العثرة أو الخسارة لملكوت الله.
إنَّه لأمرٌ رائعٌ أن تهتدي في طريق البرِّ. فلماذا تتورَّط في المشاكل، على سبيلِ المثال، ولماذا تترك الآخرين يُبدون رأيًا سيِّئًا عنك بسبب ارتداء ملابس فاضحة أو انتشار رائحةٍ كريهة بسبب قلَّة النَّظافة؟ افعل كلَّ ما في وِسعك حتى يَسعَد الرُّوح القدس بتعليمِك كلَّ شيء. بمجرَّد أن تتعلَّم أمراً ما، أطِع بكلِّ إخلاص ما تمَّ كشفه لك. الأمرُ يستحقُّ الخضوع بالكامل للربِّ!
الشَّخصُ الذي يسلِّم نفسه لله يتعلَّم المَنهج الذي يريده أن يسلكه. هذا ما يُمكن أن نأخذه من الله القدير. لذلك كُنْ يقظًا، لأنَّه سيعلِّمك الطريق، من أجل تحقيق أمرٍ ما، والحفاظ على حياة كلِّ شخص، واحترام وعوده، ومنح الحِماية. لماذا لا نستسلم أكثر لهذا الكائن الفريد الذي هو إلهنا؟ يجدرُ بنا أن نسأله إذا كنَّا نفتقر إلى شيءٍ ما حتى نكون متواضعين.
في طريق الآب، لا توجد مستحيلاتٌ أو مخاطرٌ، بل كلُّ أنواع الفهم. فيه مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. إذا كان علينا الاختيار بين كلِّ البركات الموجودة، فعلينا أن نختار السَّير في طريق الربِّ. هذه هي الفرصة التي يمنحنا إيَّاها إذا خضعنا لإرادتهِ.
سلِّم نفسك إلى الله القدير، كلِّي العِلم، كلِّي الوجود، ولن ترى أيّ مشكلة دون حلٍّ، أو مرض دون شفاء أو بركة مستحيلة. يريد العليُّ أن يُظهر لك أفضل طريقة (1كورنثوس31:12)، حيث ستتحقَّق حتى رغبات قلبك وترتفع مع أجنحة النُّسور. من هناك سترى كلَّ ما تحتاجه وسوفَ يَتحقق.
صلِّ إلى الآب وقدِّم العَهد له أنَّك سوف تطيع كلمته. وأيضًا في كلِّ مرَّة تفتح فيها الكتاب المقدَّس، اقبل على الفور ما تمَّ كشفه لك. كُنْ خادمًا أمينًا للربِّ، وإذا تصرَّفت هكذا، سترى أنَّه أمين، يَعِد بإرشادك بوداعة ويعلِّمك توجيهاته.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز