قوة الإيمان

يجب أن يكون طلبُ الله هو الهدفُ الأساسي في حياتنا، لأنَّ الخالق وحدَهُ من يملك الحلَّ لجميع مشاكِلنا. تمتدّ الدَّعوة الإلهيَّة إلى الجميع؛ لذلك لا يمكن لِمَن يطلب الخالق إلَّا ويَجده. ولكن بما أنَّ العدوَّ يريد أن يستمرَّ في اضطهادك، فسيُحاول تلهيتك بعدَّة أشكالٍ، حتى لا تقابل والدك.

لكان إبراهيمُ مجرَّد شخصٍ عاديّ لو لم يطلب القدير. عاشَ في منطقةٍ سيطرت عليها عبادة الأصنام والتصوُّف والتَّنجيم. ولكنّه لم يُقاد بأكاذيب الشَّيطان، فسمع ذات يوم صوت الربِّ يدعوه لمغادرة أرضه والذَّهاب إلى المكان الذي يقوده الله إليه. وبما أنَّ إبراهيم قد أطاع القدير، أصبح بركة حقيقيَّة للبشرية جمعاء (تكوين1:12).

إنَّ الفجور والخطيئة يقودان النَّاس إلى البحث عن العديد من الأنشطة التي لا تشبع قلوبهم، أمَّا الذين يكرِّسون أنفسهم لطلب الإله الحقيقي سيجدونه. وهو لا يتواجد في أيِّ جبلٍ أو هيكلٍ، بل في كلمته الأبديَّة، حيث يعمل إرادته (أع 17، 24). من يجد العليَّ يكون راضيًا تمامًا. من يجد الربَّ يجد خيراً.

أولئك الذين يستمعون إليه سيكونون دائمًا ناجحين. الآن، لن تجد الربَّ أبدًا إذا كنت لا تؤمن بما يقوله من خلال الكتاب المقدَّس. من يحتقر صوت العليِّ لن يتعلَّم طريقه أو ينعم بسلامِه. معه يوجد الشِّفاء لجميع الأمراض، وحلِّ المشاكل، والكمال الكامل في الحياة (أش 53). طوبى لمن لا يدع الشَّيطان يقنعه بأمور هذا العالم وينكر نفسه طالباً الربّ.

إذا لم تستفيد جيدًا من الوقت الذي أعطاه الله لك كي تعرفه، فسيكون هناك يوم لن يكون فيه شيء ممكنًا. إذا خسرتَ يوم افتقادك فتكون قد احتقرت أعظم نعمة في حياتك. لا يوجد مالٌ أو شهرة أو نجاح أكبر من وجود العليِّ بجانبك، والعمل لصالحك وتوفير جميع احتياجاتك (فيليبي19:4). من يحتقر التوجّه الإلهي يصلُ إلى استنتاجٍ مفاده أنَّ العدوَّ قد خدعَه.

لا يُمكننا أن نتجاهل بركة طلب الربِّ، فهو تحت تصرُّفنا وأقرب إلينا من الهواء الذي يدخل إلى رئتينا. لديه القدرة على تدمير كلِّ ما يُصيبنا. هذا ليس دينًا أو تفكيرًا إيجابيًا أو رسالة من شخص يريد مساعدتك، بل هي كلمة الله، ومن يؤمن بكلمة الحق لن يفشل أبدًا.

الإرشادُ الإلهي لك أن تطلب الربَّ. سيحدث هذا عندما تفهم أنَّ الوعد الكتابي ملكٌ لك. وتتحرَّر في اللَّحظة التي تقبل فيها الوحي المُعطى لك. أولئك الذين يجدون العليَّ يشبعون تمامًا، لأنَّ احتياجاتهم كاملة قد سُدِّدت في الحياة. الآن عندما يملأ الله قلبك بحضوره، تكون لديك القوَّة لتبطل كلَّ شرٍّ يهاجمك ويضرِبك (لوقا 10.19).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز