-
-
كَعُبُورِ الزَّوْبَعَةِ فَلاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ، أَمَّا الصِّدِّيقُ فَأَسَاسٌ مُؤَبَّدٌ. (أمثال25:10)
إنَّ الشَّخص الذي يستسلم للشَّر يؤذي نفسَه، لأنَّه ينفصل عن مصدر الحبِّ ويُعطي نفسه لمخلوقٍ شرِّير ومُنحرف تمامًا (يوحنا 10.10). لا يوجد مقارنة بين الربِّ والعدوِّ، فالله صالحٌ تمامًا (مز 145، 9). أولئك الذين يخدمون العليَّ لن يتخلَّى عنهم أثناء صراعاتهم، ولن يتوقفوا عن الحصول على المساعدة الإلهيَّة (مز 46: 1). حتى لو كان علينا العمل كلّ أيامِ حياتنا لدفع ثمن الخلاص، فسيكون الأمرُ يستحقُّ ذلك.
يُقارَن الأشرارُ بالزَّوبعة، وهي ظاهرة لا تنفع أبدًا. الرُّوح الذي يَسكن في قلبه شرِّير، وبالتَّالي كلُّ ما يستطيع فِعله هو ضارٌّ فقط. الشِّرير هو من يتحكَّم في قلبه، ولهذا السَّبب فإنَّ أعماله ستؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين دائماً. فكلَّما بقي الإنسان تحت ظلم الخطيئة، كلَّما أصبحت طبيعته شرِّيرة لأنَّه يتغذَّى من مصدرٍ خاطئ.
يشبِّه الربُّ من يعيش في الشَّر كزوبعةٍ تجلب كلَّ أنواع الضَّرر والتَّهديد. لا يدوم طويلاً، لكنَّه يترك أثراً من الدَّمار. حتى لو جاهدتَ لتكون صديقًا لشخصٍ شرِّير، سترى أنَّ غضبه لن يرحمه. من الضَّروري أن نكون متيقِّظين مع هؤلاء النَّاس، لأنَّه سيُظهر ما في قلبه عندما تسنح الفرصة حقًا (مز 37، 12).
الشِّرير مُحبَط من جميع النَّواحي، لأنَّه لا يملك المساعدة الإلهيَّة التي قد تقوده إلى النَّجاح. والآن كيف يمكن للإنسان أن يفعل الخير إذا احتقر صاحب كلَّ صلاحٍ؟ هذا الشَّخص ينتقل من سيّء إلى أسوأ، ومن أجل تبرير نفسه، لديه حُجَج تبرِّر سلوكه. ومن الذي سيبرِّره مادام قد اختار الطريق المعاكِس لطريق الله؟
الآن، الربُّ هو أساس البارّ طوال حياته، ولهذا، حتى لو دفع الجَحيم نفسه ضدَّه بكلِّ قوَّته، فلن ينجح. سيكون العليُّ مُعيلاً له ولن يهتز أو يُضرب في صراعاتهِ لأنَّه ثابتٌ على الحقيقة (مز1:125). جزاء الصِّديق هو الرَّحمة الإلهيَّة التي تحيط به دائمًا وتحميه من سهام العدوِّ (مز6:23).
الصِّديق لا ينقصه الإلهام أو القوَّة لتحقيق أحلامه، لأنَّه على شركة مستمرَّة مع الصَّالح الكامل. لذلك، يرى حلاً لجميع مشاكله. الشِّرير يجول حولنا يطلب ثغرة كي يضربنا، لكنَّه لا يقدر على ذلك. ولكن إذا انفصلنا عن الربِّ، فسيكون للعدوِّ الشَّرط الملائم ليضربنا (بطرس الأولى8:5). إذا كنّا ثابتين في الربّ فيه، فسوف نتابع حياتنا دون أذيّة الشَّر (1يوحنا 5، 18).
والسُّؤال الذي لا تفسير له هو: لماذا يترك الإنسانُ نفسه ينخدع من قِبل العدوّ ويصبح شرِّيراً؟ الآن، وهو بارٌّ، له أساسٌ دائم، ولا يخدعه إبليس أو يصيبه شرُّه. الصِّديقون منتصرون دائماً. اتَّخذ قرارًا بأن تكون ممارسًا للبرِّ الإلهي، وبالتالي لن تثبت أيًّا من أعمال الشِّرير أبداً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز