-
-
وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَّلاَتِكُمْ (مرقس25:11)
من المؤكَّد أنَّ الربَّ يَفي بوعودِه، حتى لو بدا كلُّ ذلك مستحيلاً. كلَّما شعرتَ بتجربةِ الشَّك في الأمانة الإلهيَّة، فانتهِر ذلك في نفسِ اللَّحظة، لأنَّ الشَّيطان وراءَ كلَّ ارتيابٍ أو خوفٍ. يَسعى العدوُّ إلى إبعاد المؤمن دائماً عن المحضرِ الإلهيّ باتجاهِ قبضتهِ. لذلك، لا تقبل أبدًا أنَّ العليَّ كاذبٌ مثل الإنسانِ. فالربُّ هو الحقّ (يوحنا6:14).
استعدّ للمسامحة على الرُّغم من أنَّ الآخرين قد تسبَّبوا في ألمٍ كبيرٍ ومعاناة في حياتك. من الواضح أنَّ الجاني يجب أن يكون على استعدادٍ للاعتراف بخطيئته وطلب الغفران. ولكن إذا لم يشعر أنَّ موقفه كان خاطئًا، أو يظنَّ أنَّك تستحقُّ مثل هذا الازدراء أو الخيانة، فلا ينبغي النَّظر في طلبِ المغفرة فقط. من يُسيء يقع في يدِ العدوِّ ولا يُطلق سَراحه إلَّا إذا تابَ حقًّا.
إذا كنت ضحيَّة لأيِّ أذى، فلا تدع نفسَك تنقاد لتجربةِ ردِّ الإساءة إلى الجاني. في حالِ سعى هذا الشَّخص إليك وفتحَ نفسَه تمامًا، سيُظهر لك روحُ الله أنَّه صادقٌ. بعد ذلك، اقبل طلبه ووافق على الغفران. ولكن إذا سلكتَ في الجَسَد وأردتَ الحصول على الضَّرر الذي عانيتَ منه بالانتقام من الجاني، فلن تحصلَ على مكافأة الربِّ في يوم الفداء.
لا تدع شرًا يسكنُ في قلبك، لأنَّه إذا حدث ذلك، فلا محالة ستقع في شِرك العدوِّ. لا ينبغي التَّساهل مع أيِّ شيء خاطئ، حتى ألم الوقوع ضحيَّة للخيانة. إذا لم تغفر، ناظراً لطلبِ المغفرة من الشَّخص المُسيء والتائِب، فسوف تفتح باب قلبك لتدخل الأرواح الخاطئة وتسبِّب ضررًا أكثر ممَّا حدث لك سابقًا.
كان يسوعُ واضحًا في التَّأكيد على أنَّ منحَ الغفران لشخصٍ ما يجعل الربَّ غافراً لنا بنفس الطريقة (متى15:6). أمَّا إذا رفضتَ مسامحة من أساء إليك فلن يغفرَ الربُّ لك، لأنَّك لم تتبع الوصيَّة الإلهيَّة. فكِّر جيدًا: ألم ترتكب جناية من قبل؟ على الأرجح، لديك أيضًا العديد من الأخطاء التي يجب أن تتوبَ عنها. لذلك، أنت من يقرِّر ما إذا كنت ستنال الغفران أم لا.
يريد الشَّيطانُ أن يضربَ المسيحيَّ في كثيرٍ من الأمور، فيُحاول أن يُظهر مزايا العلاقة خارج نطاق الزَّواج أو ما قبل الزَّواج لأحدِ أبناء الله. لا يستطيع أن يفعل ذلك لأنَّ خادم الله لا يلتفت إلى هذا الشرّ. ولأنَّ العدوَّ لا ينجح، فيستخدم شخصًا آخر لإيذائه، من خلال الإساءات أو التَّشهير أو أنواع أخرى من الشَّر. فينزعج المؤمن، وهذا أمرٌ طبيعي، ولكن إذا رفضَ أن يَغفر للمذنب، يقع كلاهُما في يديه.
لا تتعاون مع الشِّرير أبداً، لأنَّك إذا قمتَ بذلك، فسيكون لديك ثمنٌ باهظ تدفعه. يعلمُ الشَّيطان أنَّ من يطيعه يصبح خادمًا له، ولذلك فهو يفعل كلَّ شيء حتى ينسى المسيحيُّ ما تقوله كلمة الله ويتصرَّف كشخصٍ غير مؤمن. ولكنَّ الذين يخدمون الربَّ لن يبتعِدوا أبدًا عن الإرشاد الإلهيّ، وبالتالي هم في شركةٍ مع الآب دائماً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز