قوة الإيمان

كُلّ مَن يَقرأ الآيَات السَّابقةَ سَيرى الجِدّية التي كَانَ يُعالجُ بِهَا بُولس الأمُورَ الرُوحِية، وإلا ففي يَومِ الدّينونةِ سَتكونُ المُفاجَأةُ كَبيرةٌ لكثيرٍ مِن الناسِ، وكُلّ مَن يَعيشُ في نِفاقٍ، يَجبُ أن يَتغيّرَ ويَعيشَ الإيمانَ الحَقّيقي، ويَجتهدَ لينمو في الكَلمةِ ويَضمنَ الحَيَاة الأبَديَة. عَندمَا نَنظُرُ إلى شَعْبِ الرَّبِ قَديماً نَجدُ أن الكَثيرينَ خَرجوا مِنْ مِصْر لكِنَهُم لمْ يَصلوا إلى أَرْضِ كَنْعَان، وهَذا مَا سَنَراهُ قَريباً، أشَخاصٌ كُثُيرون لنْ يَرثِوا المَلكوت أيَضَاً، فَتحَقّقّ إن كُنْتَ تَسلُكُ كمَا يُريدُ الرَّبُ أم لا.

كُلّ مَن قَبلَ المَسيح كَمُخَلّص، يَعتقدُ أنهُ ضَمنَ ذهابهُ إلى السَّماء. ولكِن عَلينَا أن نَنظرُ لمَا يِقُولهُ المَسيحُ هُنا: الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ.(متى 10: 22). إنّ يَومَ الدّينونةِ سَيكونُ يَوماً مَملوءاً بَالاضطِرابِ للكثِيرين. ويُعلنُ الإنجيل أيضاً أن هُنَاك أشَخَاصَ لنْ يَدخلوا مَلكوتَ الله، وسَيُجَرّبُونَ الْمَوْتَ الثَّانِي، رُغمَ أنَهُم نَجوا مِنَ المُوت الأول، ولمْ يَكُن لهُ سُلطان عَلِيهِم، وحَتَى لا تَتَفاجَأ مِثلَهُم أُنظُر إلى مَا يَقولُهُ الرَّبُ (2كورنثوس 6: 10؛ رؤيا 21: 8، وفي رسائل أخرى).

يَسُوع في السَّماء لنْ يكُنْ مِثلَ حَارسِ السِّيرك الَّذي يُراقب الطَريْق، وعِنْدَمَا لا يَرى أحَد، يَرْفَعُ الغِطَاء ويَترُكُ أصْدِقَائهُ يَدْخُلُونَ. لكِن في السَّماء سَيدخلُ فقط مَن كَان لهُ شَركةٌ حَقيقيةٌ مَع الله. أمّا الشَّخصُ الَّذي يُحبُ العَالمَ والأشياءَ التي فِيهِ، سَوفَ يَظلّ في الخَارج مَعَ الأشَخاص الَّذينَ اِحْتقروا وصَايا الرَّبْ، والَّذينَ لمْ يُنفّذوا المُهمةَ التي أرسَلهُم إليهَا وكَذلكَ أولِئكَ الَّذينَ لمْ يُحَافظوا عَلى قَدَاسَتَهُم (رسالة يوحنا الأولى 2: 15).

يُعَلّمُنَا الله فَي الإنْجيل كَيفَ نَسيُر في الطّريقِ الصَّحيحِ، عِنْدمَا أعْلّنَ الرَّبُ للَّذينَ يَفعلونَ الإثْم أنهُ لا يَعْرِفهُم لمْ يَكُن يَمْزح. ربَمَا كَانوا يُخْرِجُونَ شَّيَاطِين، ويَتنبَئؤون ويَصْنَعونَ مُعْجِزات، لَكِنَهُم سَيَظلونَ خَارِجَاً (متى 7: 22، 23). إذاً افْحَص نَفسَكَ أمَامَ الرَّب، لِيكونَ مَكانكَ مَع القِدِّيسِين .

أخَرَجَ السَّيدُ الإله جَميعَ بَني إسْرَائِيل مِن مِصْر، لكِنَ الأغلبِية لمْ يَصِلوا إلى أَرْضِ كَنْعَان. وهَكذا هو الحَال مَعَ أَولِئكَ الَّذينَ "بَذلوا" أنْفُسَهُم مِنْ أجلِ يَسُوع، واعْتَمَدوا بِالمَاء وحَصَلوا عَلى بِطَاقةِ العَضويةِ في الكَنِيسةِ، لكِن حَياتَهُم لمْ تَتَغير واسْتَمروا في الخَطِيئةِ، لِذَلكَ لنْ يَحْصُلوا على قِيامةِ الأمواتِ في المَسِيحِ. افْحَص نَفسَكَ إذَن! هَلّ أنْتَ تَسْلُك حَسَبَ وَصَايَا الرَّب أمْ لاَ؟

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز