-
-
وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا. (يوحنا الأولى24:3)
عندما يقاومُ المسيحيُّ الدَّعوة الإلهيَّة، فإنَّه يرتكبُ خطأً فادحاً، حيث يُستبعَد من حماية الله وينفتح على كلِّ نوعٍ من الأعمال الشِّريرة. من المؤكَّد أنَّها خسارة عندما نحيا بحسبِ هذا العالم، لأنَّ من يفعل ذلك لن ينالَ المعمودية بالرُّوح القدس. عندما يُعمَّد المخلَّص بالرُّوح، يتَّحد بالربِّ، ولا تبقى مساحة للعدوِّ ليحتلَّها في حياته. يعلن الكتاب المقدَّس أنَّ من ليس لديه روح الله فلا ينتمي له (1يو 4، 4).
الشَّخص الذي لم يقبل يسوع يعيشُ خارج حماية الله الرَّائعة ولديهِ العديد من الخسائر نتيجة البقاء تحتَ سلطان قوى الظَّلام. الآن، أولئك الذين سلَّموا حياتهم للمسيح يعيشون في بيئةٍ عاقلة، حيث لا تحدث أفعال العدوِّ. إنَّهم محصَّنون أثناء التَّجارب وخلال هجمات روح الشَّر. أولئك الذين يرفضون الخلاص يحتاجون إلى التَّحذير بأنَّهم ليسوا "محايدين" بل تحت حُكم الشَّيطان.
هناك علامة تميِّز الشَّخص الذي لا يزال خاضعاً لمملكة الشَّر: إنَّه غير قادر على حفظ وصايا الله. أولئك الذين يحكمهم روحُ الخطأ لا يملكون القدرة على إتمام التَّعاليم الإلهيَّة. لكن الذين وُلِدوا من جديد يتخلَّصون إلى الأبد من ظلم الشَّيطان وإغراءاته. سيكون نافعاً لو قيَّم جميع النَّاس أنفسهم ليعرفوا ما إذا كانوا يخدمون الله أم الشَّيطان.
قد يبدو الأمر بسيطًاً، لكنَّ فعلَ ما أمر الله به هو دليل على بنوَّة الشَّخص في العائلة الإلهيَّة. لا يرى المُخلَّص مشكلة في فعل ما يأمر السَّيد به. أمَّا الضَّالون، حتى لو بذلوا جهدًا هائلاً، فلا يستطيعون طاعة الربِّ. بل يقومون بما يريده الشِّرير ويقدِّمون أنفسهم لممارسة أبشع الأخطاء. فقط المفديُّون بدم المسيح يختبرون متعة خدمة الله!
عندما يكتشفُ المسيحيُّ أنَّه في الله وأنَّ الله فيه، يُمكنه أن يستحوِذ على كلِّ ما يقوله الكتاب المقدَّس أنَّه ملكٌ له. لن تكون هناك معركة إلَّا ويفوز فيها هذا الشَّخص. هناك عاملان يحدِّدان ما إذا كنتَ مخلَّصاً أم لا: عندما يفقد العدوُّ قدرته على إلحاقِ الضَّرر بك تماماً، وتصبح أعمال الربِّ الخارقة شائعة في حياتك. لا شكَّ أنَّ الخلاص أفضل بلا حدود من الاستمرار في يدِ الشَّيطان.
لا يشكّ المخلَّص في أنَّه ينتمي إلى الله، لأنَّه يعلم أنَّه في الآب وأنَّ الآب فيه، لأنه قَبِل روحه (1يو4، 13). ولكن الذين ليس لديهم الرُّوح القدس لم يصِلوا إلى هذه البركة بعد. أولئك الذين خُتِموا بالوعدِ من العليِّ هم شُجعان، ويتحدَّثون بإيجابية، ولا ينحنون أمام التَّجربة، وبما أنَّهم في الله، فهم مستعدُّون للانتصار في كلِّ المعارك.
إنَّ الذين خُتِموا بالرُّوح المُعزِّي يمكنهم ويجب عليهم إعلان أنفسهم متحرِّرين من كلِّ اضطهاد، لأنَّهم حصلوا على القوَّة اللَّازمة للمطالبة بحقوقهم. لقد أعطى الله السُّلطة لكلِّ الذين يؤمنون أن يتغلَّبوا على كلِّ قوَّة العدوِّ. أولئك الذين يقبلون هجمات العدوِّ لم يَخلصوا بعد أو هم في الخطيئة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز