-
-
الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، (كولوسي13:1)
آدم الأوَّل نقلَنا إلى مملكة الظُّلمة، لكنَّ آدم الثَّاني حرَّرنا من هذه الهَيمنة الشِّريرة. بعد قيامة يسوع، انتقلنا إلى ملكوت ابن محبَّة الله. اليوم، نحن مواطنون سماويُّون (أفسس20:3)، وبالتَّالي نورٌ في العالم. سوف نتألَّق في أيِّ مكان يستخدمنا الله فيه، لأنَّنا كأبناء الله سنواصل عملَ يسوع. كلُّ إنسانٍ مخلَّص هو نورٌ في هذا العالم (مت 5، 14)، تمامًا كما كان الربُّ.
ما كان يجب أن يكون دليلاً على ثقة آدم بالله أصبح كابوسًا لنا. الشَّيطان يضحك على هذا الشَّر، لأنَّه حصل بين يديه على الذين خُلقوا على صورة ومثال العليِّ. ولكن الربَّ الحبيب لم يتركنا: لقد بذلَ ابنه الوحيد ليموت بدلاً عنَّا. وبالتالي لم يَعُد هناك أيِّ دينونة علينا (يوحنا16:3). سِجلّنا نظيفٌ تماماً (رومية8:1).
يا له من مجدٍ عجيبٍ! آدم الثاني، مَحى كلَّ ذكرى من مصيرنا اليائس عندما حرَّرنا من هذه المملكة الشِّريرة. الآن يجب أن نفكِّر بشكلٍ كبيرٍ، وبطريقة حازمةٍ، ولا ندع العدوَّ يغزو أراضينا، لأنَّ ابن الله الوحيد قد حرَّرنا بالكامل. ماذا يفعل الشِّريرُ في حياة الذين دُعوا للانتماء إلى الله القدير إذا أضاءَ علينا بنوره؟
بقيامة يسوع، انتقلنا إلى ملكوت ابن محبَّة الله، ولا يُمكن لأيِّ شيءٍ أن يُبعدنا عنه. لقد غُفِرت خطايانا وألقيت في أعماق البِحار (مرقس19:7). لذلك حتى لو جاهد الشَّيطان وحاول بكلِّ الوسائل، فلن يكون قادرًا على أن يفصلنا عن محبَّة الله (روم 8، 38، 39). نحن ننتمي إلى الربِّ، وبالتَّالي فإنَّ كلَّ الوعود الموجودة في الكتاب المقدَّس موجَّهة إلينا.
إذا أبهجَك ما كتبته سابقاً، فإنَّك كمسيحيٍّ جريء ستُنجز أكثر. لنا حقوق في المسيح، ولهذا يجب أن نتحلَّى بالجرأة في الإيمان. أولئك الذين يمرُّون بضيقاتٍ يجب أن يتعلَّموا من السَّيد وألَّا يخافوا ممَّا يهاجمهم. يحتاجون فقط إلى إقناع أنفسِهم بأنَّهم يستطيعون استخدام اسم يسوع لتوبيخ العدوِّ، وسيصبحون أحرارًا تماماً سريعاً (مر 16، 17، 18).
نحن نورٌ في الربِّ، لذا فإنَّ الأمرَ متروكٌ لكلِّ واحد منَّا كي يُبرِق نوره في كلِّ مكان يُرسِلنا العليُّ إليه. أبانا الحبيب لم يغيِّر موقعنا الرُّوحي. لقد خلقنا ثانية في المسيح يسوع حتى نتمكَّن من مواصلة عمل يسوع. الآن حانَ دورنا كي يَستخدِمنا.
من واجبنا المُطالبة بحقوقنا وإحضار الآخرين إلى نفس الإيمان الذي حصَلنا عليه. نتلقى عندما نُعطي؛ لذلك يجب أن نسعى جاهدين للوصول بالإنجيلِ إلى الجَميع. أفضلُ شيءٍ أنَّ هذه ليست مجرَّد قصَّة جميلة، لقد تزكَّينا لهذا الغرض.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز