-
-
لأَنَّهُ أَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُعَوِّضَ إِلَى اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ عَنْ كُلِّ الْفَرَحِ الَّذِي نَفْرَحُ بِهِ مِنْ أَجْلِكُمْ قُدَّامَ إِلَهِنَا ؟ (1تَسَالُونِيكِي 3: 9).
بُولس الرسُول هو مَن بَشرَ التَّسَالُونِيكِيِّينَ بَالمَسِيح، وكَان يَهتمُّ بِهِم كَثيِراً وهَذهِ كَانت مُفَاجَأةُ كَبيرَةً لَهُ. نَحْنُ يَجبُ أن نَسلُكَ هَكذا أيضاً مَع الأشَخَاص الَّذينَ قَادونَا لِمَعْرِفةِ الرَّبِ يسُوع، ونَجَعَلهُم يَشعُرونَ بأنَنا مُكافأةُ نَجَاحِهِم.
إنّهَا لفَرحةٌ كبيرةُ لنَا، نَحنُ الرُّعَاة، عِندمَا نَرى خِرَافَنَا تَنْجَحُ في الحَياة. لقَدْ فَرِحَ بُولس جِداً وَامْتَلأَ بالسُّرور، وتَكلّمَ أيضاً عَنْ النّمُو الرُّوحِي الَّذي نَالهُ هذا الشَعْب. فَليسَ مِنَ الطَبيعي أنَّ أحداً يَقبلُ المَسِيح، يُنبُوعَ المَاءِ الحَي، ويَصِيرُ رَاكداً. ومَنْ يَمشي مَعَ الرَّبِ يَنالُ النَجَاحَ دَائماً (رومية 8: 37)، حَيثُ لا وجُود للفشل وسَط شَعبِ الله، بَل يُوجدُ النَّجَاح في كَلّ شَيء.
دَفعَ الرسُولُ بُولس ثَمناً بَاهظاً لِكي يَذهبَ إلى أهلِ تَسَالُونِيكِي ويَجَعلهُم يُدركونَ أن يَسوعَ هَو الطَريق الوَحِيدُ للخَلاص. ونَحْنُ نَفعلُ نَفسَ الشَيء اليوم: نَترُكُ عَائلتِنَا وأصْدِقِائنَا ومَشَارِيعَنا ورَغَبَاتِنَا، ونَجُوبُ العَالمَ حَامِلينَ بُذورَ الْخَلاَصِ للبَعِيدِين. وعَندَمَا نَرى حَيَاتَهُم تَغَيَّرت، وأصَبَحوا أبْنَاء المَلِك، تَجْتَاحُ قُلُوبَنَا فَرحةٌ عَظِيمَةٌ، تَجَعَلُنا نَشْعُر بِالفَخرِ.
وإحِدى الوَسَائلِ التي تُظهرُ اعْتِرَافِنَا بَالجَمِيل لأولئِكَ الَّذينَ قَادُونَا لِطَريِقِ الحَقّ، هَو أن يَروا أنَنا نَنمو في النِّعْمَةِ ومَحَبةِ الرَّبِ. وكُلّ مَن عَملَ عَلى تَبشِيرنَا سَيشُعُر بِأنه نَالَ المُكافَأةُ العَظيمة بِتَجْديدِ حَيَاتِنَا، لأنّ هَذا شُعُور الرَّبِ أيضاً مِنْ نَاحِيَتنا، لأنَّ انْتِصَارَنَا عَلى أنْفُسَنا يَجعلُ الرَّبَ يَشعُرُ بالفَرحِ لأجْلِنَا.
كَلّ مَن يَقبلُ يَسوعَ ويُؤمن بَالإنجيلِ سَوفَ يَكونُ نَاجحاً، لأنّ العَدوّ فَقَدَ القُدرةَ عَلى جَعْلِهِ يتألم، وبِذلكَ يكونُ لدِيهِ الشَّجاعة ليُتمّمَ مَشيئةَ الآب السَّماوي. فَمِنْ غَيرِ المُمكنِ أن يُؤمِن أحدٌ بَالكلمةِ، ويَستمرُ في الفَقرِ أو المَرضِ أو الخَطيئةِ أو أشياءٌ أُخرى لا تتناسَبُ مَع الحَياةُ الجديدةُ التي في المَسيحِ.
إنّ الإيمانَ والوِلادة الجديدة هي مَا يَجعلُنَا نَستمتعُ بِمَكانتنا فِي المَسيحِ. أمَّا أولئِك الشَّياطين الَّذينَ اسْتعْبَدُوك في المَاضي، يَعلمُون جَيداً أنَهُم لا يَستطيعونَ لمسَكَ الآن، لأن لدِيكَ مَحبةُ وسُلطانُ الرَّب دَاخِلِكَ، واِسْمُ يَسُوع الَّذي لو اسْتعْملتهُ سَتُفاجئُ كُلّ مَن هُم حَولكَ.
وأخِيراً، أنْتَ خَليقةٌ جديدةٌ في المَسِيح فعِشْ كذلِكَ.. (2كورنثوس 5: 17).
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز