-
-
فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ، وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً طَرْسُوسِيًّا اسْمُهُ شَاوُلُ. لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي، وَقَدْ رَأَى فِي رُؤْيَا رَجُلاً اسْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلاً وَوَاضِعًا يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَيْ يُبْصِرَ». (أعمال الرُّسل9: 11-12)
خطة الله العظيمة لشاول الطَّرسوسي، الذي أصبحَ الرَّسول بولس، لم تكن لتتحقَّق لو عصَى حنانيَّا الربَّ. اعتمدتْ الخطة الكاملة لتحويل شاول إلى خادمٍ للعهد الجديد على الاستجابة الإيجابيَّة من حنانيَّا للأمرِ الإلهي. كم عدد الذين فقدوا أفضلَ ما يذخره العليُّ لهم لعدم قبولهم وصاياه؟ البعضُ، للأسف، يفضِّلون السَّير بمفردهم.
أولئك الذين يسيرون وفقًا لتوجيهات الربِّ ليس لديهم أرض خاصَّة بهم ولا يأخذون في الحِسبان حالة الأماكن التي يُرسلهم الله إليها، ولا يتأثرون بتهديدات الجحيم أيضاً. هؤلاء النَّاس يُرضون الآبَ في كلِّ شيء، وبالتالي، يُستجاب لطلباتهم عندما يصلِّون، وحتى إذا لم يكونوا على دراية بخطط الشِّرير، فإنَّ القدير يَحميهم (مزمور10:97). يجب أن يَسمح المُخلّصون للرُّوح القدس أن يُرشدهم دائماً.
يخاطبُ الله الشَّبيبة من خلال الرُّؤى. والشُّيوخ من خلال الأحلام ويتنبأ أبناء وبنات العليِّ كثمرةٍ لمعمودية الرُّوح القدس (يوئيل28:2). هذا الوعد موجَّه لجميع الذين يدعوهم الربُّ، سواءً القريبين أو البعيدين. يتمّ إدراك الدَّعوة الإلهيَّة من خلال سَماع الوعظ بالكلمة أو قراءة الكتاب المقدَّس. أولئك الذين يتركون كلَّ شيء وراءهم عندما تتمُّ دعوتهم يصبحون جزءًا من مجموعة خاصَّة: تلاميذ يسوع.
لا نعرف كم من الوقت استغرق حنانيّا ليكون مستعدًّا، ولكن بلا شكٍّ تلقى تعليماً ليكون عاملًا مزكّى لا يَخجل (تيموثاوس الثانية15:2). يجب أن تكون هذه هي إرادة الشَّخص الذي تمَّ خلاصه لأَنَّ الآبَ يرى المستقبل وقد أعدَّ بالتأكيد العديد من الأعمال الرَّائعة ليستخدمَ خدَّامه فيها. لو لم يُطِيع حنانيَّا الربَّ، ماذا كان سيحدث لشاول؟
إنِّها ليست فكرة جيِّدة أن تَعصى أوامر العليِّ. دعا حنانيَّا، الذي كان خائفاً لبعض الوقت، ولكن عندما سمِعَ الشَّرح من الله، قامَ وذهبَ للقاء أخيه الجديد في المسيح. بينما دعا حنانيّا، كشف الربُّ لشاول رؤيا عن رجلٍ اسمه حنانيا يدخل إليه ويصلِّي من أجله (أعمال الرُّسل 9: 13-18). تمَّ العمل بسبب طاعة التلميذ.
حدثَ كلُّ شيءٍ كما أُظهِر لحنانيَّا وشاول. لا تهرب من المهمَّة التي يمنحك إيَّاها الله القدير لأنَّك سترى أنَّ ما عليك القيام به هو الإيمان دون خوفٍ. لا تنزعج من أكاذيب العدوِّ. سيُحاول أن يحدَّ من إيمانك والتزامك بالربِّ. اليوم للأسف، وقع الكثيرون في هذا الفخّ، لقد نسيهم العليُّ لأنَّهم لم يخضعوا له بالكاملِ.
أوامرُ الله ووصاياه لا تحتمل الشُّكوك أبداً. رأى شاولُ في رؤيته حنانيَّا يدخل ويضع يديه عليه ليبصرَ. لو رفض حنانيَّا تنفيذ الأمر الإلهي، لَما تمَّت المهمَّة بهذهِ الطَّريقة. إنَّ عدم طاعة الله أمرٌ بالغُ الخطورة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز