-
-
وَصَارَ هذَا مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أَفَسُسَ. فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَكَانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ. (أعمال الرُّسل17:19)
في أيام خدمة بولس، حاولَ بعضُ أبناء رئيس الكهنة اليهود طردَ أرواحٍ شرِّيرة أثناء تجوالهم، وعند محاولتِهم إخراج شيطانٍ كان قد استقرَّ في رجلٍ من خلال التذرُّع باسم يسوع الذي بشَّر به بولس. التفتَ الرُّوح الشِّرير إليهم قائلاً إنَّه يعرف يسوع وبولس ولكنَّه لا يعرفهم. ثمَّ قفزَ الرُّوح على هؤلاء الرِّجال وقهرَهم فهربوا عراةً.
إنَّ إخراج الشَّياطين باسم يسوع هو الشَّيء الصَّحيح الذي يجب فِعله، لكنَّ الشَّخص الذي يخطِّط للقيام بذلك يجب أن يكون خادمًا حقيقيًّا لله وأن يكون في شركةٍ معه. أولئك الذين يعيشونَ في الجسَد ويحتقرون الكلمة التي أرسلَها العليُّ سيرونَ أنَّه لا فائدة من نُطق اسم يسوع عندما يحتاجون إلى ممارسة السُّلطان مستخدمين هذا الاسم المقدَّس، لأنَّه ليس لهم الحق في فعلِ ذلك.
مع هزيمة أبناء ساكوا، وقع عليهم جميعًا خوفٌ مقدَّس. في أيَّامنا هذه، حدث شيءٌ مشابه لكثيرٍ ممَّن تدفعهم الخطيئة ولا يحترمون التَّعاليم الإلهيَّة. عندما يحتاجُ هؤلاء النَّاس إلى تحريرِ شخصٍ ما من عبودية روحيَّة، فإنَّهم سيَخجلون. لقد رأيتُ هذا يحدث عدَّة مرَّات، ولذلك فإنَّني أنصح الذين ليس لديهم محاكمة صحيحة أن يكرِّسوا أنفسهم للربِّ، وإلَّا سوف يتعرَّضون للإهانة.
لسنا بحاجةٍ إلى مواجهة الذين يقومون بعمل الله بدوافع خفيَّة من خلال تقديمهم إلى المحكمة حتى يفعل القانون شيئًا لوضع حدٍّ لآثامهم. تضمنُ الكلمة أنَّ الذين يُمارسون الغِشَّ لن يسكنوا في بيتهِ (مزمور7:101). عندما يَظهر شيءٌ مريبٌ، يجب أن نصلِّي ونقدِّمه للربِّ، الذي سيفعل الصَّواب والنِّهائي.
ربَّما كان أبناءُ رئيس الكهنة هؤلاء قد حقَّقوا بعض النَّجاح، لأنَّه أحياناً لا يكون الشَّيطان قد امتلكَ النَّاس بالضَّبط، بل هو هجينٌ بشريٌّ وشيطانيٌّ. عندما نفذَ صبرُ الله، سمَح لهؤلاء الرِّجال بأن يُخزوا وهكذا أظهر هؤلاء الإخوة السَّبعة على حقيقتِهم. وكانت النَّتيجة سقوط الخوف عليهم جميعًا وتعظّم اسم يسوع.
فقط الأشخاص الذين يعظون ويعيشون الحقَّ سيبقون صامدين. عندما ينتفض العدوُّ على الذين يستخدمهم، فإنَّه سيخزيهم وسط كلِّ النَّاس لأنَّ الشَّيطان لا يُظهِر أيَّ تقديرٍ لأحد، ولا حتى لمن يتصرَّف مثله. ولكنَّه لا يستطيع أبدًا أن يأخذ رجل الله بعيدًا عن وضعه الرُّوحي إذا كان ثابتًا في الإيمان.
استفادَ بولسُ ممَّا فعله الله بيديه، وسُرعان ما كان قد بشَّر عبر آسيا الصُّغرى، وانتقل من بابٍ إلى آخر وكذلك التَّحدث علنًا. كانت النَّتيجة أنَّ آلاف النَّاس قد اختبروا الولادة الجديدة، وهكذا في غمضةِ عينٍ، تخلَّى الذين مارسوا السِّحر عن خطأهم وعادوا إلى الربِّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز