-
-
أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ. (مزمور20:33)
إنَّه لأمرٌ مدهشٌ كيف يوجد أشخاصٌ يُفترَض أنَّهم يؤمنون بيسوع، لكنَّهم يُريدون الاستفادة من كلِّ شيءٍ، ويفقدوا أنفسَهم تمامًا. كانت هذه خطيئة عخان عندما تمَّ غزو أريحا (يشوع21:7). حتى عندما رأى عملَ الربِّ العظيم، كان مدفوعًا بشيطان الجَشَع وأخفى شيئًا ذا قيمةٍ كبيرة. لكنَّه قُتِل، كقصاصٍ على فعلهِ الفاسِد. وصيَّة الله لشعبِه هي لا تشتهِ.
يجب أن تكون روحُ المسيحيِّ مستعدَّة لرفضِ أيِّ مساعدة لا تأتي من الربِّ؛ وإلَّا سيُواجه عقوبةً شديدة. ذاتَ مرَّةٍ، أعدَّ العليُّ نبيًّا وأرسله في مهمَّة خاصَّة إلى بيتِ إيل. في تلك الأوقات، كان يرُبعام هو ملكُ الأسباط العشرة، وهو رجلٌ عنيفٌ وعابدُ وثنٍ. فعلَ رجلُ الله كلَّ شيءٍ كما قِيلَ له وكان ناجحًا؛ لكنَّه صدّق أكاذيبَ نبيٍّ عجوزٍ ودفعَ حياته نتيجة لذلك (1مل 13، 26).
يُمكنُ أن يكون الموقفُ صعبًا ولا يوجد حلٌّ واضحٌ، لكن لا تطرح ثقتك. كان للأشرار نفس موقف شاول عندما كان في مشكلةٍ مع الفلسطينيين. حدَّد النَّبيُّ صموئيل موعدًا، لكنَّه تأخَّر سبعة أيَّام. ولم يرغب الملكُ في الانتظار أكثرَ من ذلك يائساً، فقدَّم المُحرقة (1 صم13: 8-9). كان عليه أن ينتظر ويَثبت في الربِّ واثقاً به. أثبِت في قراراتك إذا كنت تتوكَّل على الله أم لا.
لعلّ العليُّ لا يعمل في حياتك بسببِ أمرين: قلَّة الإيمان، أو إذا لم يكن الوقت مناسبًا لموقفٍ ما (متى29:17؛ أعمال7:1). إذا كان السَّبب الأوَّل هو حالتك، فاطلب منه الارشاد، من خلال الكلمة، لحلِّ المشكلة، فيزداد إيمانك. في حال قرَّر الربُّ عدم التصرُّف، لا تفعل شيئًا- انتظر فقط. لن تتمَّ عودة المسيح إلَّا بقرارٍ حصريٍّ من الآب. دورُنا هو المُثابرة حتى النِّهاية لئلَّا نغضبه.
إذا كانت لديك ثقة تامَّة في الكلمة، يمكنك الوصول إلى المِقياس الدَّقيق للإيمان حتى يعملَ العليُّ (رومية17:10). من يستمِع إلى الربِّ تكون له الشُّروط لسدِّ كلِّ حاجته. لا جدوى من طلب الصَّلاة من الجَميع، إذا كنتَ أحيانًا تفتقرُ إلى قرارِ طاعة الله، كما حدثَ مع والد الطِّفل المُصاب بالصَّرع في مرقس9: 14-27
إذا لم يكن ذلك نقصًا في الإيمان، فانتظر العليَّ، لأنَّه سيتدخَّل في الوقت المُناسب (يوحنا6:7). لكن انتبِه: الأشياءُ التي أعلنها لنا الكتابُ المقدَّس تخصُّنا بالفعل، لكنَّ الآبَ فقط هو يعرف زمنَ حدوثِ الأشياء المَخفيَّة. الشِّفاء، والمَغفرة، وكلِّ البركات التي نحياها لكي نعيشَ بشكلٍ لائقٍ قد أعطاها ربُّنا الصَّالح بالفِعل (بطرس الثانية3:1). لذلك، لا تقبل حقيقةَ أنَّ شفاءك ليس في وقتِه.
الربُّ مُعينٌ لك. ماذا تريد أيضاً؟ بما أنَّه دِرعُك، فلن يترك أيَّ ضربةٍ من العدوِّ تقتربُ منكَ (مز10:91). لا تفاوض إبليسَ، لئلَّا يدخل الشَّر حياتك. ولكن إذا لم تسهَر وتعتني بما هو لك، فسوف يوجّه الشّيطان سِهامَه عليكَ، ولن تكون قادرًا على القول إنَّك تفهم أمانة الله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز